للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسعى بها كالبدر ليلة تمه ... سحار ألحاظ رخيم المنطق

آليت أترك ذا وتلك وهذه ... حتى يفارقني سواد المفرق

فلله سلامة هذا الطبع واندفاعه، وقرب هذا اللفظ واتساعه، ولله رقة معانيه وإرهافها، وظهورها مع ذلك وانكشافها، ولطف مواقعها من القلوب، وسرعة تأثيرها في النفوس، وسيرد من شعره فيما بعد ما لاق بالمواضع التي يذكر فيها، إن شاء الله تعالى.

[باب في أغراض الشعر وصنوفه]

وهو بسط لما بعده من الأبواب، وقد فرط البسط له، وفرغ من مقدمته في باب حد الشعر وتبيينه، وأنا ذاكر هنا ما لا بد منه.

تكلم قوم في الشعر عند أبي الصقر إسماعيل بن بلبل من حيث لا يعلمون فكتب إليه أبو العباس الناشئ:

لعن الله صنعة الشعر، ماذا ... من صنوف الجهال فيها لقينا؟

يؤثرون الغريب منه على ما ... كان سهلاً للسامعين مبينا

ويرون المحال شيئاً صحيحا ... وخسيس المقال شيئاً ثميناً

يجهلون الصواب منه، ولا يد ... رون للجهل أنهم يجهلونا

فهم عند من سوانا يلامو ... ن، وفي الحق عندنا يعذرونا

إنما الشعر ما تناسب في النظ ... م، وإن كان في الصفات فنونا

فأتى بعضه يشاكل بعضاً ... قد أقامت له الصدور المتونا

كل معنى أتاك منه على ما ... تتمنى لو لم يكن أن يكونا

فتناهى عن البيان إلى أن ... كاد حسناً يبين للناظرينا

فكان الألفاظ فيه وجوه ... والمعاني ركبن فيه عيونا

<<  <  ج: ص:  >  >>