وإذا نبذت إلى التي علقتها ... إن صارمتك بفاتنات شؤونه
تيمتها، بلطيفه ودقيقه ... وشغفتها بخبيه وكمينه
وإذا اعتذرت إلى أخ من زلة ... واشكت بين محيله ومبينه
وهذا حين أبدأ بالكلام على هذه الأغراض والصنوف واحداً فواحداً، إن شاء الله سبحانه وتعالى.
[باب النسيب]
حق النسيب أن يكون حلو الألفاظ رسلها، قريب المعاني سهلها، غير كز ولا غامض، وأن يختار له من الكلام ما كان ظاهر المعنى، لين الإيثار، رطب المكسر، شفاف الجوهر، يطرب الحزين، ويستخف الرصين.
وروى أبو علي إسماعيل بن القاسم، عن ابن دريد، عن أبي حاتم، عن الأصمعي، عن أبي عمرو بن العلاء، عن رواية كثير قال: كنت مع جرير وهو يريد الشام فطرب، وقال: أنشدني لأخي بني مليح يعني كثيراً فأنشدته حتى انتهيت إلى قوله:
وأدنيتني حتى إذا ما سنيتني ... بقول يحل العصم سهل الأباطح