للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وضع الكلام موضعه من طول أو إيجاز، مع حسن العبارة، ومن جيد ما حفظته قول بعضهم:

البلاغة شد الكلام معانيه وإن قصر، وحسن التأليف وإن طال.

[باب الإيجاز]

الإيجاز عند الرماني على ضربين: مطابق لفظه لمعناه: لا يزيد عليه، ولا ينقص عنه، كقولك: " سل أهل القرية "، ومنه ما فيه حذف للاستغناء عنه في ذلك الموضع، كقول الله عز وجل: " واسأل القرية " وعبر عن الإيجاز بأن قال: هو العبارة عن الغرض بأقل ما يمكن من الحروف، ونعم ما قال، إلا أن هذا الباب متسع جداً، ولكل نوع منه تسمية سماها أهل هذه الصناعة..

فأما الضرب الأول مما ذكر أبو الحسن فهم يسمونه المساواة. ومن بعض ما أنشدوا في ذلك قول الشاعر:

يا أيها المتحلي غير شيمته ... إن التخلق يأتي دونه الخلق

ولا يواتيك فيما ناب من حدث ... إلا أخو ثقة، فانظر بمن تثق

فهذا شعر لا يزيد لفظه على معناه، ولا معناه على لفظه شيئاً.. ومثله قول أبى العتاهية ورواه بعضهم للحطيئة، وهذا شرف عظيم لأبي العتاهية إن كان الشعر له، ولا أشك فيه:

الحمد لله إني في جوار فتى ... حامي الحقيقة نفاع وضرار

لا يرفع الطرف إلا عند مكرمة ... من الحياء، ولا يغضي على عار

وأنشد عبد الكريم في اعتدال الوزن:

إنما الذلفاء همي ... فليدعني من يلوم

أحسن الناس جميعاً ... حين تمشي وتقوم

<<  <  ج: ص:  >  >>