كأنما يبسم عن لؤلؤٍ ... أو فضة، أو بردٍ، أو أقاح
وهي زعموا رواية أكثر أهل الأندلس والمغرب؛ فيكون حينئذ الثغر مشبهاً بأربعة أشياء، وقد تقدم أبو تمام فقال:
وثناياك إنها إغريض ... ولآل توم وبرق وميض
فشبهها بثلاثة أشياء حقيقة؛ لأن حكم الواو غير حكم " أو " لا سيما وقد أتى التشبيه بغير كاف ولا شيء من أخوتها، فجاء كأنه إيجاب وتحقيق.
وكثر تشبيههم شيئين بشيئين حتى لم يصر عجباً، وقد جاءوا بتشبيه ثلاثة أشياء بثلاثة أشياء في بيت واحد: بالكاف؛ وبغير كاف؛ فقال مرقش:
النشر مسك، والوجوه دنا ... نير، وأطراف الأكف عنم
وقال ابن الرومي:
كأن تلك الدموع قطر ندى ... يقطر من نرجس على ورد
وقال أيضاً ويدخل في باب قول مرقش:
إن أقبلت فالبدر لاح، وإن مشت ... فالغصن ماد، وإن رنت فالريم
وقال ابن المعتز:
بدر وليل وغصن ... وجه وشعر وقد
خمر ودر وورد ... ريق وثغر وخد
وقال صاحب الكتاب:
كأن ثناياه أقاحٍ، وخده ... شقيق، وعينيه بقية نرجس
وقال أيضاً على جهة التفسير:
بكؤوس حكين من شف قلبي ... شفة لم تذق وثغراً وريقا
يريد حافة الكأس والحباب والخمر.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute