للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإذا تألق في الندي كلامه ال ... مصقول خلت لسانه من عضبه

لأن حق العضب في باب المدح أن اللسان أمضى منه..

ومن التفريع الجيد قول الصنوبري:

ما أخطأت نوناته من صدغه ... شيئاً، ولا ألفاته من قده

وكأنما أنفاسه من شعره ... وكأنما قرطاسه من جلده

فانظر إليه كيف يزيده رتبة في الجودة كلما فرع.

ووصف ابن شيرزاد جارية كاتبة: فقال كأن خطها أشكال صورتها، وكأن بيانها سحر مقلتها، وكأن سكينها غنج لحظها، وكأن مدادها سواد شعرها، وكأن قرطاسها أديم وجهها، وكأن قامتها بعض أناملها، وكأن مقطها قلب عاشقها.

وشتان ما بين هذا الوصف وقول الآخر يهجو كاتباً أنشده الصولي في أبيات:

كأن دواته من ريق فيه ... تلاق فنشرها أبداً كريه

وقال كشاجم:

شيخ لنا من مشايخ الكوفه ... نسبته للعليل موصوفه

لو بدل الله قمله غنما ... ما طمع الناس منه في صوفه

ومن لطيف التفريع قول أبي الطيب يصف ليلا:

أقلب فيه أجفاني كأني ... أعد بها على الدهر الذنوبا

بينا هو يصف كثرة سهره وإدارة لحظه شبهها بكثرة ذنوب الدهر عنده.. وقال فبرد:

ولو نقصت كما قد زدت من شرف ... على الورى لرأوني مثل شانيكا

<<  <  ج: ص:  >  >>