وإنك لا تبعد على متعهدٍ ... بلى كل ما تحت التراب بعيد
وهذا هو الاستدراك، ومثله قول زهير:
حي الديار التي لم يبلها القدم ... بلى، وغيرها الأرواح والديم
وكذلك قول جرير:
غداً باجتماع الحي نقضي لبانة ... فأقسم لا تقضى لبانتنا غداً
وأنشد ابن المعتز في هذا النوع، وهو لبشار:
نبئت فاضح قومه يغتابني ... عند الأمير، وهل علي أمير؟
ومن مليح ما سمعته قول نصيب:
وددت ولم أخلق من الطير أنني ... أعار جناحي طائر فأطير
فقوله ولم أخلق من الطير عجب، ولما سمعت التي قيل فيها هذا البيت تنفست تنفساً شديداً، فصاح ابن أبي عتيق: أوه قد والله أجبته بأحسن من شعره، والله لو سمعك لنعق وطار، فجعله غراباً لسواده.
وأنشد الصولي للعباس بن الأحنف:
وقد كنت أبكي وأنت راضية ... حذار هذا الصدود والغضب
إن تم ذا الهجر يا ظلوم، فلا ... تم، فما في العيش من أرب
وقال: سمعت ثعلباً يقول: ما رأيت أحداً إلا وهو يستحسن هذا الشعر.
ومن المليح أيضاً قول القحيف بن سليمان العقيلي:
أمنكم يا حنيف نعم لعمري ... لحى مخضوبة ودم سجال
يخاطب ابنه.. وقال عدي بن زيد العبادي وهو في حبس النعمان يخاطب ابنه زيداً ويحرضه:
فلو كنت الأسير، ولا تكنه، ... إذاً علمت معد ما أقول