" ما أدري أيغلبني الهوى أم أنا غالبه ".
وأخذ هذا المعنى ابن أبي مية وزاده ملاحة فقال:
فديتك لم تشبع ولم ترو من هجري ... أيستحسن الهجران أكثر من شهر
أراني سأسلو عنك إن دام ما أرى ... بلا ثقة، لكن أظن ولا أدري
وقد أحسن أبو الطيب في قوله:
أريقك أم ماء الغمامة أم خمر؟؟ ... بفي برود وهو في كبدي جمر
لولا أنه كدر صفوه ومرر حلوه بما أضاف إليه من قوله:
أذا الغصن أم ذا الدعص أم أنت فتنة ... وهذا الذي قبلته البرق أم ثغر؟
ولله در أبي نواس إذ يقول:
ألا لا أرى مثل امترى اليوم في رسم ... تغص به عيني ويلفظه وهمي
أتت صور الأشياء بيني وبينه ... فظني كلا ظن وعلمي كلا علم
ويروي وجهلي كلا جهل.
وأول من نطق بهذا المعنى امرؤ القيس:
لمن طلل دارس آيه ... أضر به سالف الأحرس
تنكره العين من جانب ... ويعرفه شغف الأنفس
وقال أعرابي في معنى أبيات الوضاح بن محمد:
أقول والنجم قد مالت مياسره ... إلى الغروب: تأمل نظرة حار
ألمحة من سنا برق رأى بصري ... ووجه نعم بدا لي أم سنا نار
بل وجه نعم بدا والليل معتكر ... فلاح من بين حجاب وأستار