للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإن هذا في غاية الجودة ونهاية الإحسان، وما ناسب قول مسلم بن الوليد:

أحب التي صدت وقالت لتربها: ... دعيه، الثريا منه أقرب من وصلي

أماتت وأحيت مهجتي فهي عندها ... معلقة بين المواعيد والمطل

وما نلت منها نائلاً غير أنني ... بشجو المحبين الألى سلفوا قبلي

بلى، وربما وكلت عيسى بنظرة ... إليها تزيد القلب خبلاً على خبل

ومن الجيد قول الوليد بن عبيد البحتري:

رددن ما خففت منه الخصور إلى ... ما في المآزر فاستثقلن أردافاً

إذا نضين شفوف الريط آونة ... قشرن عن لؤلؤ البحرين أصدافاً

والبحتري أرق الناس نسيباً، وأملحهم طريقة، ألا تسمع قوله:

إني وإن جانبت بعض بطالتي ... وتوهم الواشون أني مقصر

ليشوقني سحر العيون المجتلي ... ويروقني ورد الخدود الأحمر

وشعره من هذا النمط، لا سيما إن ذكر الطيف؛ فإنه الباب الذي شهر به، ولم يكن لأبي تمام حلاوة توجب له حسن التغزل، وإنما يقع له من ذلك التافه اليسير في خلال القصائد، مثل قوله:

بت أرعى الخدود حتى إذا ما ... فارقوني بقيت أرعى النجوما

وقوله أول قصيدة:

أرامة، كنت ما لف كل ريم ... لو استمتعت بالأنس المقيم

أدار البؤس، حسنك التصابي ... إلي فصرت جنات النعيم

ومما ضرم البرجاء أني ... شكوت فما شكوت إلى رحيم

وأما أبو الطيب فمن مليح ما سمعت له قوله:

كئيباً توقاني العواذل في الهوى ... كما يتوقى ريض الخيل حازمه

<<  <  ج: ص:  >  >>