للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولو أنني وقرت شعري وقاره ... وأجللت مدحي فيك أن يتهضما

لأكبرت أن أومي إليك بأصبع ... تضرع أو أدنى لمعذرة فما

وكان الذي يأتي به الدهر هيناً ... علي ولو كان الحمام المقدما

ولكنني أعلي محلي أن أرى ... مدلاً وأستحييك أن أتعظما

فهذا عتاب كما قال:

عتاب بأطراف القوافي كأنه ... طعان بأطراف القنا المتكسر

وقد نحوت أنا هذا النحو في كلمة عاتبت بها القاضي جعفر بن عبد الله الكوفي قلت فيها:

وقد كنت لا آتي إليك مخاتلاً ... لديك، ولا أثني عليك تصنعا

ولكن رأيت المدح فيك فريضة ... علي إذا كان المديح تطوعا

فقمت بما لم يخف عنك مكانه ... من القول حتى ضاق مما توسعا

ولو غيرك الموسوم عني بريبة ... لأعطيت منها مدعي القول ما ادعى

فلا تتخالجك الظنون فإنها ... مآثم، واترك في للصنع موضعا

فوالله ما طولت باللوم فيكم ... لساناً، ولا عرضت للذم مسمعا

ولا مات عنكم بالوداد، ولا انطوت ... حبالي، ولا ولى ثنائي، مودعا

بلى ربما أكرمت نفسي فلم تهن ... وأجللتها عن أن تذل وتخضعا

ولم أرض بالحظ الزهيد، ولم أكن ... ثقيلاً على الإخوان كلا مدفعا

فباينت لا أن العداوة باينت ... وقاطعت لا أن الوفاء تقطعا

ألوذ بأكناف الرجاء، وأتقي ... شمات العدا، إن لم أجد فيك مطمعا

ومن معاتبات أبي تمام قوله لابن عبد الملك الزيات:

لئن هممي أوجدنني في تقلبي ... مآلا لقد أفقدنني منك موئلاً

وإن رمت أمراً مدبر الوجه إنني ... لأترك حظاً في فنائك مقبلا

<<  <  ج: ص:  >  >>