للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكنت أخي بإخاء الزمان ... فلما نبا صرت حرباً عوانا

وكنت أذم إليك الزمان ... فأصبحت فيك أذم الزمانا

وكنت أعدك للنائبات ... فها أنا أطلب منك الأمانا

وهذا عندي من أشد العتاب وأوجعه.

ومن أكرم العتاب قول السيد أبي الحسن أدام الله سيادته وسعادته:

وإني لأطرى كل خل صحبته ... وأنت ترى شتمي بغير حياء

ستعلم يوماً ما أسأت لصاحب ... تكرم أخلاقي وحسن وقائي

ومن مليح ما سمعت قول سعيد بن حميد يعاتب صديقاً له:

أقلل عتابك فالبقاء قليل ... والدهر يعدل تارة ويميل

لم أبك من زمن ذممت صروفه ... إلا بكيت عليه حين يزول

ولكل نائبة ألمت مدة ... ولكل حال أقبلت تحويل

فالمنتمون إلى الإخاء عصابة ... إن حصلوا أفناهم التحصيل

ولعل أحداث المنية والردى ... يوماً ستصدع بيننا وتحول

ولئن سبقت لتبكين بحسرة ... وليكثرن علي منك عويل

ولتفجعن بمخلص لك وامق ... حبل الوفاء بحبله موصول

ولئن سبقت، ولا سبقت، ليمضين ... من لا يشاكله لدي خليل

وليذهبن بهاء كل مروءة ... وليفقدن جمالها المأهول

وأراك تكلف بالعتاب وودنا ... صاف، عليه من الوفاء دليل

ود بدا لذوي الإخاء جماله ... وبدت عليه بهجة وقبول

ولعل أيام الحياة قصيرة ... فعلام يكثر عتبنا ويطول

إلى ههنا أومأ أبو الطيب بقوله:

ذر النفس تأخذ وسعها قبل بينها ... فمفترق جاران دارهما العمر

<<  <  ج: ص:  >  >>