للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما المغلبون فمنهم نابغة بني جعدة، ومعنى المغلب: الذي لا يزال مغلوباً. قال امرؤ القيس:

فإنك لم يفخر عليك كفاخر ... ضعيف، ولم يغلبك مثل مغلب

يعني أنه إذا قدر لم يبق، فإذا قالوا: غلب فلان فهو الغالب. وقد غلب على الجعدي أوس بن مغراء القريعي، وغلبت عليه ليلى الأخيلية، قال الجمحي: وقد غلب عليه من لم يكن إليه في الشعر ولا قريباً منه: عقال بن خويلد العقيلي وكان مفحماً بكلام لا بشعر، وهجاه سوار بن أوفى القشيري، وهاجاه وفاخره الأخطل، وله يقول عبيد بن حصين الراعي يتوعده:

فإني زعيم أن أقول قصيدة ... مبينة كالنقب بين المخازم

خفيفة أعجاز المطي، ثقيلة ... على قربها، نزالة بالمواسم

وقد علم الكافة ما صنع جرير بالأخطل والراعي جميعاً، وقيل: إن موت الجعدي كان بسبب ليلى الأخيلية: فر من بين يديها فمات في الطريق مسافراً، والأصح أنها هي التي ماتت في طلبه. قال الجمحي: كان النابغة الجعدي أقدم من الذبياني؛ لأنه أدرك المنذر بن محرق، ويشهد بذلك قوله:

تذكرت والذكرى تهيج على الفتى ... ومن عادة المحزون أن يتذكرا

نداماي عند المنذر بن محرق ... فأصبح منهم ظاهر الأرض مقفرا

والذبياني إنما أدرك النعمان، وقال غيره: إن النابغة الذبياني شفع عند

<<  <  ج: ص:  >  >>