للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

موجات الإلحاد والزندقة عبر كثير من الفلسفات الوافدة شرقية وغربية.. ولكنه ظل في موقعه صامدًا راسخًا يرد الهجمات ويصد التحديات ...

لقد أبى الإسلام أن يستسلم لهذه الهجمات، وأن يخضع ويستكين لأعدائه، وأبت روح الإسلام أن تنهزم، وأبى ضمير الأمة المسلمة أن يصالح هذه الفتن وأن يتفاهم مع أعداء الإسلام، والمتآمرين ضده. ولكن الأعداء لم يكفوا ولن يكفوا، وما يزالون ماضين إلى هدفهم الخبيث بوسائل جديدة، وأنواع من التحديات، وضروب من المفتريات، يزحفون حتى يسدوا على الناس كل سبيل للحق، أو يفتح الله بابًا من أبواب رحمته فيبعث عليهم من ينكل بهم ويقطع دابر ما يثيرونه من فتن.

والجديد في أمرهم أن شرهم لم يعد مقصورًا في هذه الأيام على الكلام، فقد انتقلوا من مرحلة الكلام إلى مرحلة العمل، بعد أن نجحوا في التسرب إلى الحصون التي تحمل قيمنا وراء كثير مما صنعوه من مذاهب باطلة وشعارات زائفة وأسماء ما أنزل الله بها من سلطان.

وهم على اختلاف نزعاتهم، وعلى تباين ساداتهم وشياطينهم متعارفون متضامنون، يحمي كبيرهم صغيرهم، ويمهد السابق منهم للاحق، ويتحركون -كما كان المشركون واليهود في فجر الدعوة يتحركون-؛ لتحقيق هدفهم بتخطيط محكم، وتنسيق دقيق، وإحكام للدسائس، وحبك للمؤامرات، حتى يبلغوا ما يرمون إليه من هدمٍ لهذا الدين وإطفاءٍ لنور الله١

{يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} ١


١ انظر: "رجال الفكر والدعوة في الإسلام" تأليف: أبي الحسن الندوي ص٨.
وانظر: "حصوننا مهددة من داخلها" تأليف: الدكتور محمد محمد حسين ص١٠.
٢ التوبة: "٢٢".

<<  <   >  >>