للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

له: بليته إنه رجل كل من كان يقدم عليه من العراق من أهل بخارى نظر في كتبهم، فإذا رأى اسما لايعرفه وليس عنده كتبه، وهم لا يضبطون وتكون كتبهم غير منقوطة، فيضمه في كتابه خطأ-، وإلا فما رأيت خراسانيا أفهم منه لولا في لسانه وفي ذلك الكتاب أسام لاتعرف ولم يبين من روى عنهم، وعمن رووا، وأي شيء رووا، فيتحير الإنسان فيه. قال: وسألني خالد بن أحمد أبو الهيثم أن أنظر له شيئا في هذا الكتاب فأصحح له فنظرت فغيرت أشياء أخطأ فيه وصحف ورأيت محمد بن إسماعيل ببغداد يقرأ عليهم هذا الكتاب فقال: وإبراهيم بن شعيب روى عنه ابن وهب. فقلت له: إنما هو إبراهيم بن شعيث، ثم قلت له: أنت تنظر في كتب الناس فإذا مر بك اسم لاتعرفه أخذته والخطأ فيه من غيرك، لأنهم كانوا لايضبطون" (١).

وأبو زرعة هو أول من صنف في بيان خطأ البخاري، ثم أبو حاتم ثم بعدهما ابن أبي حاتم. حيث صنف في الأخطاء كتابا (٢) ضمنه تصويبات أبي زرعة وأبيه وقد ينبه في كل ترجمة فيما إذا اتفق والده مع أبي زرعة أو يخالفه وسماه بنفس اسم كتاب أبي زرعة. يقول ابن أبي حاتم في بدايته: "سمعت أبي يقول: قال أبو زرعة رضي الله عنهم: حمل إلى الفضل بن العباس المعروف بالصائغ كتاب التاريخ ذكر أنه كتبه من كتاب محمد بن إسماعيل البخاري فوجدت فيه … " (٣) وأخذ ينبه على ما رآه خطأ مع بيان الصواب عنده إلى آخر الكتاب، ولقد دافع عن كتاب التاريخ الكبير الخطيب البغدادي بعد اطلاعه على كتاب ابن أبي حاتم حيث يقول: "وقد جمع عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي الأوهام التي أخذها أبو زرعة على البخاري في كتاب مفرد ونظرت فيه فوجدت كثيرا منها لا تلزمه وقد حكى عنه في ذلك الكتاب أشياء هي مدونة في تاريخه على الصواب بخلاف الحكاية عنه، ومن العجب أن ابن أبي حاتم أغار على


(١) انظر: موضح أوهام الجمع والتفريق ج ١ ص ٧.
(٢) كتاب بيان خطأ أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه. لابن أبي حاتم طبع بحيدر آباد سنة ١٩٦١ م.
(٣) انظر: المصدر السابق ص ٢.