للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البرذعي- حينما سأله عن سويد بن سعيد (١): "لما قدمت من مصر مررت به فأقمت عنده، فقلت: إن عندي أحاديث لابن وهب، عن ضمام ليست عندك؟ فقال: ذاكرني بها، فأخرجت الكتب، وأقبلت أذاكره فكلما كنت أذاكره كان يقول: حدثنا بها ضمام، وكان يدلس حريز بن عثمان، وحديث نيار بن مُكرم، وحديث عبد الله بن عمرو (زر غبا)؟ فقلت: أبو محمد لم يسمع هذه الثلاثة الأحاديث من هؤلاء فغضب، فقلت لأبي زرعة: - القائل البرذعي- فأيش حاله؟ قال: أما كتبه فصحاح، وكنت أتتبع أصوله، وأكتب منها، فأما إذا حدث من حفظه فلا" (٢).

[١٠ - رحلته إلى البصرة]

لقد اهتم أبو زرعة بمدينة البصرة كاهتمامه بمدينة بغداد والكوفة وغيرهما من المراكز العلمية في العراق فتردد إليها أكثر من مرة وروى الكثير عن أئمتها وكانوا يكرمونه ويعرفون مكانته، قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبا زرعة يقول لنا أبو الوليد الطيالسي (٣): إذا كان عندنا قوم فلا تستأذنوا فليس عليكم حجاب. وربما دخلنا عليه وهو يأكل فيشدد علينا أن كلوا" (٤)، ولقد كتب عنه أبو زرعة


(١) (م ق) سويد بن سعيد بن سهل بن شهريار الهروي، أبو محمد الحدثاني الأنباري نزيل حديثة النورة روى عن الداروردي، وغيره. وعنه مسلم وابن ماجة، وأبو زرعة، وغيرهم. قال البغوي: "كان من الحفاظ وكان أحمد ينتقي عليه لولديه فيسمعان منه"، وقال أيضاً: "أرجو أن يكون صدوقاً"، وقال البخاري: "كان قد عمي فيلقن ما ليس من حديثه"، وقال ابن معين: "حلال الدم"، توفي سنة ٢٤٠ هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج ٤ ص ٢٧٢ - ٢٧٥، والجرح والتعديل ج ٢/ ق ٢/ ٢٤٠، وتاريخ بغداد ج ٩ ص ٢٢٨ - ٢٣٢.
(٢) انظر: أجوبة أبي زرعة ورقة (٩ - أ، ب-) وتاريخ بغداد ج ٩ ص ٢٣٠ ومعجم البلدان مادة (حديثة).
(٣) أبو الوليد هو: (ع) هشام بن عبد الملك الباهلي مولاهم، أبو الوليد الطيالسي البصري الحافظ الإمام الحجة. قال العجلي: "بصري ثقة ثبت في الحديث وكانت الرحلة إليه بعد أبي داود" وقال عنه أبو زرعة: "أدرك نصف الإسلام وكان إمام زمانه جليلاً عند الناس" ت سنة ٢٢٧ هـ. انظر: الجرح والتعديل ج ٤/ ق ٢/ ٦٥ وتهذيب التهذيب ج ١١ ص ٤٥.
(٤) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص ٣٤٥.