للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المذاهب الفكرية في الريّ

أولاً- المرجئة (١):

يقول عبد القاهر البغدادي عند كلامه عن المرجئة والفرق التي تفرقت إليها: "وأما النجارية فإنها اليوم بالريّ أكثر من عشر فرق ومرجعها في الأصل إلى ثلاث فرق: برغوثية، وزعفرانية ومستدركة. وأما البكرية والضرارية فكل واحدة منها فرقة واحدة ليس لها تبع كثير، والجهمية أيضاً فرقة واحدة" (٢). ثم فصل القول عن فرقها هذه فقال:

(أ) النجارية: هؤلاء أتباع الحسين بن محمد النجار (٣) وقد وافقوا أصحابنا في أصول ووافقوا القدرية في أصول، وانفردوا بأصول لهم، و افترقوا بعد هذا فيما بينهم في العبارة عن خلق القرآن، وفي حكم أقوال مخالفيهم فرقاً كبيرة كل فرقة منها تكفر سائرها، والمشهورون منها ثلاث فرق وهي: البرغوثية، والزعفرانية، والمستدركة من الزعفرانية (٤). وقال الشهرستاني عن النجارية: وهؤلاء مثل أغلب المعتزلة يقولون إن القرآن مخلوق (٥)، ويقول: إن أغلب معتزلة الري على مذهب النجارية (٦).

١ - البرغوثية: أتباع محمد بن عيسى الملقب ببرغوث، وكان على مذهب


(١) يقول ابن حجر: "الإرجاء بمعنى التأخير، وهو عندهم على قسمين: منهم من أراد به تأخير القول في الحكم في تصويب إحدى الطائفتين اللتين تقاتلوا بعد عثمان. ومنهم من أراد تأخير القول في الحكم على من أتى الكبائر وترك الفرائض بالنار، لأن الإيمان عندهم الإقرار والاعتقاد ولا يضر ترك العمل مع ذلك" انظر: هدي الساري ص ٤٥٩ ط السلفية.
(٢) انظر الفرق بين الفرق ص ٢٠.
(٣) الحسين بن محمد النجار كان من أصحاب بشر المريسي، ناظر النظام فلم يفلح فمات متأثراً. وهو رأس الفرقة النجارية من المعتزلة ت ٢٢٠ هـ. انظر: اللباب في تهذيب الأنساب ج ٣ ص ٢٩٨، الفهرست لابن النديم ص ٢٥٤.
(٤) انظر: الفرق بين الفرق ص ١٢٦.
(٥) انظر: الملل والنحل ج ١ ص ١٣٠.
(٦) انظر: الملل والنحل ج ١ ص ١٣٠.