للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٧ - (ع) إبراهيم بن موسى بن يزيد بن زاذان، التميمي أبو إسحاق الرازي الفراء، كتب عنه أبو زرعة مائة ألف حديث (ت (٢٢٠) هـ) (١).

العوائل العلمية في الريّ

ومن مظاهر الحركة العلمية في الري وجود عوائل علمية- بيوتات- حافظت على التراث العلمي وبثه بين أبناء الري وطلبة العلم فيها. وكانت هذه الظاهرة نتيجة لوسائل وأسباب أخذ بها العلماء الأعلام من أهل الري، فقد دأبوا على تربية أولادهم والذين تحت رعايتهم من عوائلهم تربية خاصة حرصاً منهم على تخريجهم علماء عاملين يحملون العلم عنهم ويبلغونه لغيرهم. فكانوا يصطحبون أبناءهم معهم في رحلاتهم كي يعتادوا على طلب الحديث وتدوينه من العلماء الكبار في المراكز العلمية الأخرى في بلاد المشرق وكذلك فقد كانوا يأخذونهم إلى مجالس العلم في المساجد وبيوت بعض الأمراء والرؤساء وبيوت العلماء حيث يرتادها فحول المحدثين الذين يقدمون للري فيدونون الأحاديث عنهم أو يأخذون الإذن بالرواية وهكذا تسلم الأمانة إلى الأبناء ومن بعدهم إلى الأحفاد، وكان رائدهم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له" (٢). فيورثونهم العلم والصلاح، وكان خير ما يعتز به المؤمن علم أبيه ومصنفاته فيحافظ عليها ويرويها ويميز بين صحيحها وضعيفها وذلك من خلال معرفته لمنهج أبيه أو جده. ومن هذه العوائل التي عنيت بالحديث:

١ - عائلة يحيى بن الضريس بن يسار البجلي مولاهم أبو زكرياء الرازي (ت (٢٥٣) هـ) (٣).


(١) انظر: تهذيب التهذيب ج ١/ ١٧٠ - ١٧١، وتذكرة الحفاظ ج ٢/ ٤٤٩.
(٢) انظر الحديث في: صحيح مسلم في الوصية حديث رقم (١٦٣١)، وسنن أبي داود في الوصايا حديث رقم (١٤)، وجامع الترمذي في كتاب الأحكام باب/٣٦، وسنن النسائي ج ٦/ ٢١٠، وفضل الله الصمد ج ١/ ١١٣.
(٣) انظر: تذكرة الحفاط ج ٢/ ٦٤٣، والجرح والتعديل ج ٣/ ق ٢/ ١٩٨.