للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طلابة للعلم ورحل وعنى به فصبر أحمد عن تلك الأحاديث، ولم يسمع منه حرفاً، وأما علي بن المديني، وأبو خيثمة، وعامة أصحابنا سمعوا منه … " ثم قال بعد كلام: "المعلى صدوق" (١) وكذلك فقد كان يحترم آراء الحفاظ الآخرين، فلقد كان محمد بن عمير، أبو بكر الطبري (٢) جليسه والمفتي في مجلسه، كان يفتي برأي أبي ثور (٣).

[مكانة الري بالنسبة للمراكز العلمية الأخرى في بلاد المشرق]

عد الرامهرمزي الري من المراكز العلمية التي رحل إليها العلماء طلباً للحديث وغيره من العلوم، وكذلك ذكرها السخاوي ضمن المدن التي اهتم أهلها بالحديث، وتدوينه، وروايته، ولا بد من معرفة الأسباب التي عملت في تكوين هذا المركز المهم الذي ساهم في نشر العلوم الإسلامية، وتنشيط المراكز الأخرى في بلاد المشرق، ويمكننا أن نحصر هذه الأسباب والعوامل بالنقاط التالية:

١ - لقيت الري قبل الإسلام عناية كبيرة، وحظيت بقدسية ومهابة في نفوس المجوس من أبناء فارس باعتبارها المكان المقدس الثاني عشر عندهم ولأن زرادشت كان من أهلها.


(١) انظر: أجوبة أبي زرعة على أسئلة البرذعي ورقة (٣٢ - ب) وميزان الاعتدال ج ٤ ص ١٥١، وتهذيب التهذيب ج ١٠ ص ٢٣٩.
(٢) محمد بن عمير أبو بكر الطبري قال ابن أبي حاتم في ترجمته ج ٤/ ق ١/ ٤٠ جليس أبي زرعة والمفتي في مجلسه روى عن الحميدي كتاب الرد على النعمان، وكتاب التفسير، وعن أبي جعفر الجمال، وسهل بن زنجلة، سمعت منه وهو صدوق، وكان يفتي بمذهب أبي ثور.
(٣) أبو ثور هو (م دق) ابراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي الفقيه البغدادي. روي عن أبي عيينة والشافعي - وصحبه - وغيرهما، قال عنه أحمد: "أعرفه بالسنة منذ خمسين سنة، وهو عندي في مسلاخ الثوري" وقال لرجل سأله عن مسألة: سل الفقهاء سل أبا ثور، وقال ابن حبان: "كان أحد أئمة الدنيا فقهاً وعلما وورعاً وفضلاً وديانة وخيراً ممن صنف الكتب وفرع على السنن"- توفي سنة ٢٤٠ هـ. انظر: تهذيب التهذيب ج ١ ص ١١٨.