للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النجار في أكثر مذاهبه، وخالفه في تسمية المكتسب فاعلاً فامتنع عنه، وخالفه، في غير ذلك أيضاً (١).

٢ - الزعفرانية: أتباع الزعفراني الَّذي كان بالري وكان يتناقض بآخر كلامه أوله فيقول: إن كلام الله تعالى غيره، وكل ما هو غير الله تعالى مخلوق. ثم يقول مع ذلك الكلب خير ممن يقول كلام الله مخلوق. وذكر بعض أصحاب التواريخ أن هذا الزعفراني أراد أن يشهر نفسه في الآفاق فاكترى رجلاً على أن يخرج إلى مكة ويسبه ويلعنه في مواسم مكة ليشتهر ذكره عند حجيج الآفاق (٢).

٣ - المستدركة: هؤلاء قوم من النجارية يزعمون أنهم استدركوا ما خفي على أسلافهم لأن أسلافهم؛ منعوا إطلاق القول بأن القرآن مخلوق، وزعمت المستدركة أنه مخلوق ثم افترقوا فيما بينهم فرقتين. وذكر اختلافهم فيما بينهم في القول بخلق القرآن إلى أن قال: ومن هؤلاء المستدركة قوم بالري يزعمون أنَّ أقوال مخالفيهم كلها كذب حتى لو قال الواحد منهم في الشمس أنها شمس لكان كاذباً فيه (٣).

(ب) البكرية: أتباع بكر ابن أخت عبد الواحد بن زيد (٤) وكان يوافق النظام (٥)


(١) انظر: الفرق بين الفرق ص ١٢٦.
(٢) انظر: الفرق بين الفرق ص ١٢٧، وانظر عنهم أيضاً أحسن التقاسيم ص ٣٩٢، واللباب في تهذيب الأنساب ج ٢ ص ٦٩.
(٣) انظر: الفرق بين الفرق ص ١٢٧، واللباب في تهذيب الأنساب ج ٣ ص ٢٠٧ - ٢٠٨.
(٤) بكر ابن أخت عبد الواحد بن زيد البصري الزاهد ذكره ابن حزم في الملل والنحل في جملة الخوارج. قال: "كان يقول في كل ذنب ولو صغر حتى الكذبة الخفيفة على سبيل المزاح ففاعله كافر مشرك بالله من أهل النار إلا إن كان من أهل بدر فهو كافر مشرك من أهل الجنة وقال: من سرق حبة خردل كان مخلداً في النار مع الكفرة". وبالغ ابن قتيبة في الرد عليه انظر: لسان الميزان ج ٢ ص ٦٠ - ٦١.
(٥) إبراهيم بن سيار بن هانئ النظام أبو إسحاق البصري من رؤوس المعتزلة متهم بالزندقة وكان شاعراً أدبياً وله كتب كثيرة في الاعتزال والفلسفة، مات في خلافة المعتصم بعد ٢٢٠ هـ. انظر: لسان الميزان ج ١ ص ٦٧.