للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رضي الله عنهن فقد أولاهن حضنهن بالمعرفة والإحاطة، فمثلا يقول عن أم خالد فيما نقله عنه ابن أبي حاتم: "اسمها أمة وتكنى بأم خالد، وكانت تحت الزبير وهي ابنة خالد بن سعيد بن العاص بن أمية. وقال- أي ابن أبي حاتم- سمعت أبا زرعة يقول: أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص الأكبر اسمها أمة، صح لها عن النبي صلى الله عليه رسلم أحاديث، وسعيد بن العاص مات في الجاهلية بين الطائف ومكة وهي امرأة الزبير كان خالد بن الزبير ولد منها، ولدته بأرض الحبشة" (١).

[٢٣ - المسند]

لقد صنف كثير من الحفاظ والمحدثين المسانيد قبل عصر أبي زرعة وفي عهده من شيوخه وأقرانه، وبعد طبقته. والمسانيد كما يقول الكتاني: "جمع مسند وهي الكتب التي موضوعها جعل حديث كل صحابي على حدة. صحيحا كان أو حسنا أو ضعيفاً، مرتبين على حروف الهجاء في أسماء الصحابة، كما فعله غير واحد، وهو أسهل تناولاً، أو على القبائل أو السابقة في الإسلام، أو الشرافة النسبية، أو غير ذلك، وقد يقتصر في بعضها على أحاديث صحابي واحد، كمسند أبي بكر، أو أحاديث جماعة منهم، كمسند الأربعة أو العشرة أو طائفة مخصوصة، جمعها وصف واحد، كمسند المقلين، ومسند الصحابة الذين نزلوا مصر، إلى غير ذلك (٢)، وذكر الكتاني مسند أبي زرعة ضمن المسانيد التي ذكرها (٣). ولم أعثر على نسخة من مسند أبي زرعة- رغم تتبعي وبحثي في فهارس المخطوطات- وهو من جملة مصنفاته المفقودة، وأود في هذه المناسبة أن أنبه إلى وهم وقع فيه بروكلمان حيث قال في تاريخ الأدب العربي ج ٣/ (٣١٠) حين كلامه عن مسند أحمد (وتوجد أقسام متفرقة منه من مسند الشاميين؛


(١) انظر: الجرح والتعديل ج ٤/ ق ٢/ ٤٦٢.
(٢) انظر: الرسالة المستطرفة ص ٦٠ - ٦١.
(٣) انظر: الرسالة المستطرفة ص ٦٤.