للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن مائة ألف وأربعة عشر ألفا من الصحابة ممن روى عنه وسمع منه. قيل: يا أبا زرعة، هؤلاء أين كانوا وسمعوا منه (١)؟ قال: أهل المدينة وأهل مكة ومن بينهما والأعراب ومن شهد معه حجة الوداع" (٢).

وأما حكمه بالزندقة على من يجرح الصحابة، فقد روى الخطيب بسنده إليه أنه قال: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاعلم إنه زنديق، وذلك أن الرسول حق والقرآن حق، وما جاء به حق، وإنما أدى إلينا ذلك كله الصحابة، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى وهم زنادقة (٣)، ومما يدل على تمييزه ودقة معرفته نراه يحكم على بعض الرواة بقوله: "ليست له صحبة" (٤)، ويقول تارة عن بعضهم: "له صحبة قديمة" (٥)، ويقول: "لا يسمى وهو صحابي في الصحابة" (٦) أو يقول عن البعض: "هو من التابعين" (٧) ولم ينس الصحابيات


(١) انظر: التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح ص ٣٠٥ - ٣٠٦، وقد عقب العراقي على هذا النص بقوله: "وفي هذا التحديد بهذا العدد المذكور نظر كبير، وكيف يمكن الاطلاع على تحرير ذلك مع تفرق الصحابة في البوادي والقرى والموجود عن أبي زرعة بالأسانيد المتصلة إليه ترك التحديد في ذلك وأنهم يزيدون على مائة ألف كما رواه أبو موسى المديني في ذيله على الصحابة لابن مندة بإسناده إلى أبي جعفر أحمد بن عيسى الهمداني قال: قال أبو زرعة الرازي توفي النبي- صلى الله عليه وسلم-، ومن رآه وسمع منه زيادة على مائة ألف إنسان من رجل وامرأة، وكل قد روى عنه سماعا أو رؤية انتهى … " وانظر كذلك: فتح المغيث ج ٤ ص ٣٩، الإصابة ج ١ ص ٣ - ٤ ط السعادة بمصر، وتلقيح فهوم أهل الأثر لابن الجوزي ص ١٠٣، ومحاسن الاصطلاح للبلقينى ص ٤٣٢.
(٢) انظر: الكفاية للخطيب ص ٩٧، وتاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة أبي زرعة، وتهذيب الكمال للمزي ورقة (٤٤٢ - أ-) والإصابة ج ١ ص ١١.
(٣) انظر: الكفاية للخطيب ص ٩٧، وتاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة أبي زرعة، وتهذيب الكمال للمزي ورقة (٤٤٢ - أ-) والإصابة ج ١ ص ١١.
(٤) انظر: الجرح والتعديل ج ٤/ ق ٢/ ٤٤٨، ٣٦٣، ج ٣/ ق ١/ ١٢٠، ق ٢/ ١٦٢، والإصابة ج ٢ ص ٦٠.
(٥) انظر: الجرح والتعديل ج ٤/ ق ١/ ٥٤.
(٦) انظر: الجرح والتعديل ج ٤/ ق ٢/ ٣٥١، ٣٧٤، ٣٨٧، وانظر: تعجيل المنفعة ص ٣١٠، والجرح والتعديل ج ٤/ ق ٢/ ٣٩٠، ٤٠٥.
(٧) انظر: الجرح والتعديل ج ٤/ ق ٢/ ٣٩٠، ٤١٥، وتهذيب التهذيب ج ٥ ص ٨١، والإصابة ج ٥ ص ٤٠ وقد يكون صنف في التابعين أيضاً. وانظر: ج ٤/ ق ١/ ٢٩٠ من الجرح والتعديل حيث قال ابن أبي حاتم عن محمود بن لبيد: "قال البخاري له صحبة وأبو زرعة يقول روى عن ابن عباس" وقال في ج ٢/ ق ٢/ ٢٦٢ "قال عنه أبو زرعة: عبد الرحمن بن عسيلة توفي النبي- صلى الله عليه وسلم - وهو بالجحفة، وقدم المدينة، ولم يلحق النبي- صلى الله عليه وسلم