للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الريّ

قال ياقوت الحموي: "الري: بفتح أوله، وتشديد ثانيه، فإن كان عربياً فأصله من رويت على الراوية أروى رياً فأنا راو إذا شددت عليها الرواء" (١).

قال أبو منصور: "أنشدني أعرابي، وهو يعاكمني: رياً تميمياً على المزايد" (٢).

وحكى الجوهري: "رويت من الماء بالكسر. أروى رَيّاً وَرِيّاً، وروى مثل رضىً" (٣)

وهي مدينة في بلاد الجبال قد يشاهد الرائي أطلالها على مسيرة خمسة أميال تقريباً من الجنوب الشرقي من طهران- عاصمة إيران- وهي إلى الجنوب من طنف من جبال البرز يمتد إلى السهل. وتقع قرية شاه عبد العظيم وضريحه جنوبي الاطلال مباشرة (٤). فتحها المسلمون أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة (٢٠) للهجرة وقيل سنة (١٩) (٥). واهتموا بها لموقعها الخطير من بلاد المشرق من الناحية العسكرية والإدارية، ولشهرتها التجارية وغير ذلك من الأسباب. فجمعت لتراثها القديم وشهرتها روعة الإسلام وتعاليمه القويمة حتى أضحت مركزاً علمياً هاماً خلد عبر العصور والأجيال.

وسنذكر في الصفحات القادمة من هذا الفصل لمحات عن جوانب لهذا المركز العلمي.

[نماذج من طبقات المحدثين في الري]

بعد أن دخل الإسلام إلى بلاد الري ورسخ في القلوب بدأ كثير من أبنائه يحرصون على تعلم أحكام الدين المختلفة وآدابه، فانتشرت في طول البلاد وعرضها


(١) انظر: معجم البلدان مادة (الري).
(٢) انظر: تهذيب اللغة ج ١٥ ص ٣١٤.
(٣) انظر: الصحاح للجوهري ج ٦ ص ٢٣٦٤.
(٤) انظر: دائرة المعارف الإسلامية ج ١٠ ص ٢٨٥.
(٥) انظر: فتوح البلدان ق ٢ ص ٣٩٠.