للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حسان (١) وجعفر بن عيسى (٢)، وبشر بن يزيد (٣)، وسلمة بن بشير (٤)، وعبيد بن إسحاق" (٥)، وذكر شيوخاً كثيرة (٦)، وبعد اغترافه من منهل النبوة العذب الذي استقاه علماء الري، ومن نزل بها، شد الرحال على سنة الرجال، وكان قصده الكوفة التي كانت تموج بالعلماء والمحدثين، وقد اعتاد طلاب العلم السفر جماعة ومع رفقة مأمونة وذلك لمخاطر الطرق ووعورتها، والمفاوز والقفار، إضافة إلى اللصوص والأشرار.

يقول بعض الباحثين عند كلامه عن سفر العلماء وطلاب العلم: " (يندر سفر رجال بمفردهم إذ أن الطرق العامة كانت غير مأمونة، والطريقة الاعتيادية كانت أن يصاحب الفرد قافلة عند انتقاله من مكان إلى آخر والذي يقوي احتمال قيام الفرد بهذا الأمر هو كون كثير من العلماء إن لم نقل معظمهم كانوا يجمعون بين الدراسة والشغل، فكانوا يسافرون كتجار للاشتغال في تجارتهم ويشغلون أنفسهم بطلب العلم خلال بقائهم التي قد تطول أو تقصر مدته في المدن المختلفة … " (٧).

وهكذا ارتحل أبو زرعة (وهو ابن ثلاث عشرة سنة) (٨)


(١) هو عبد الصمد بن حسان، المروزي، أبو يحيى خادم سفيان الثوري، انظر: الجرح والتعديل ج ٣/ ق ١/ ٥١.
(٢) هو جعفر بن عيسى بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحسن، البصري قاضي الري، ت ٢١٩ هـ. انظر: الجرح والتعديل ج ١/ ق ١/ ٤٨٥ - ٤٨٦، وميزان الاعتدال ج ١ ص ٤١٣ - ٤١٤.
(٣) هو بشر بن يزيد بن الأزهر، النيسابوري انظر: الجرح والتعديل ج ١/ق ١/ ٣٧٠.
(٤) هو سلمة بن بشير النيسابوري نزيل الري أبو الفضل الذي كان يقول: "حدثت بالري أربعين ألف حديث فهل يتهيأ لأحد أن يعتب على شيء" قال ابن أبي حاتم: "سمع منه أبي سنة إحدى عشرة ومائتين روى عنه أبي وأبو زرعة". انظر: الجرح والتعديل ج ٢/ق ١/ ١٥٧.
(٥) هو عبيد بن إسحاق العطار، أبو عبد الرحمن، الكوفي، انظر: الجرح والنعدبل ج ٢/ ق ٢/ ٤٠١.
(٦) انظر: مقدمة الجرح والتعديل ص ٣٣٥.
(٧) انظر: طريقة إحصائية لدراسة معاجم التراجم الإسلامية في العصور الوسطى بحث بقلم رجاردو. يلبت. نشر بالإنكليزية في مجلة تاريخ الشرق الاقتصادي والاجتماعي المجلد ١٣ الجزء ٢ نيسان ١٩٧٠، ترجمة السيد شاكر نصيف لطفي العبيدي الأستاذ المساعد في قسم اللغات الأوروبية كلية الآداب/ جامعة بغداد.
(٨) ذكر ذلك أبو عبد الله الحاكم في كتابه (الجامع لذكر أئمة الأمصار المزكين لرواة الأخبار) ونقله عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة أبي زرعة