للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[الخاتمة]

بعد هذه الجولة الطويلة مع الإمام أبي زرعة عبيد الله بن عبد الكريم الرازي، وعرضنا لجهوده في علم الرجال، وأثره في الكشف عن الضعفاء والمتكلم فيهم، وعلل الأحاديث، وجهاده من أجل نشر السنة النبوية أذكر بعض النتائج التي توصلت إليها من خلال هذا البحث، والمميزات التي تميز بها:

١ - تبين لي أن الري من المراكز العلمية المهمة التي ساهمت في نشر السنة النبوية وحفظها، ويعد بحق العصر الذي عاش فيه أبو زرعة الرازي (١٩٤ - ٢٦٤ هـ) وأقرانه- أبو حاتم، ومحمد بن مسلم بن وارة- العصر الذهبي للسنة النبوية فيها حيث نشط هؤلاء الحفاظ في الرحلة لطلب الحديث النبوي، وتدوينه، وكان لهم الأثر البارز في معرفة علل الحديث وفقهه، وطمع في الرحلة إلى الري بسببهم الكثير من طلاب العلم ورواده.

٢ - كان أبو زرعة عابداً زاهداً ورعاً، وكان مسلكه في الزهد مقيداً بالكتاب والسنة، لا يرضى بالابتداع في المنهج ولا يحيد عن الاتباع فكان زهده، وسلوكه، محمودين، وكان ينكر على من يخرج عن حدود الكتاب والسنة سواء في التأليف أو بالوعظ والدعوة إلى الله تعالى.

٣ - كما تبين لي أهمية كتابه في الضعفاء، وكذا أجوبته على أسئلة تلميذه البرذعي، وقيمتهما العلمية التي ساهمت وأفادت في علم الرجال إفادة