واضحة لدى المهتمين بهذا العلم ممن عاصروه وتأخروا عنه لا سيما وإنهما قد تضمنا أقواله في كثير من الرواة الذين حكم عليهم بالضعف ولم يشر إلى حكمه فيهم المصنفون في علم الرجال ممن جاؤوا بعده.
٤ - كان أبو زرعة علما يرجع إليه علماء عصره ليعرضوا عليه معلوماتهم ومصنفاتهم كما أسلفنا.
٥ - تضمنت هذه الرسالة جميع الرواة الذين وثقهم أبو زرعة، وكل الرواة الذين جرحهم- فيما أعلم- إضافة إلى الرواة الذين ذكروا في كتابه الضعفاء وأجوبته على أسئلة البرذعي.
٦ - كان أبو زرعة من الحفاظ المعدودين الذين يتقنون معرفة علل الحديث، وقد وضحنا منهجه في بيان علل الحديث مع الأمثلة التوضيحية، وكذا ثناء العلماء على معرفته هذه ومنهجه.
٧ - كان أبو زرعة من الحفاظ المكثرين في الرواية، كما يتضح ذلك من خلال مشيخته ورحلاته الواسعة ولقائه بالكثير من جهابذة الحفاظ كأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وابن أبي شيبة، وغيرهم.
٨ - رويت عن أبي زرعة أقوال متعارضة في طائفة من الرجال، فنقل عنه التوثيق لهم تارة، والتجريح لهم تارة أخرى، كما أوضحنا في موضعه من الرسالة.
٩ - تبين لنا أن حكم ابن حجر بالتوثيق على الشيوخ الذين حدث عنهم أبو زرعة لا يؤخذ على الإطلاق، فقد حدث عن بعض الضعفاء المعدودين، وشأنه في ذلك شأن الأئمة الآخرين الذين يحدثون عن بعض الضعفاء للاعتبار أو للاختبار أو لغير ذلك.
١٠ - كان أبو زرعة شديد المنهج، لا يتهاون ولا يتسامح في التجريح والتعديل، وعلى الرغم من وصف الذهبي له بقوله:"يعجبني كثيراً كلام أبي زرعة في الجرح والتعديل، يبين عليه الورع والخبرة … "، فقد جرح بعض الأئمة والحفاظ بسب أو آخر ولم يلتفت أو يراعي منزلتهم بين الحفاظ