للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويصف لنا المقدسي مذاهب أهل الري وعلاقة بعض المذاهب الفقهية بمعتقد الفرق الكلامية فيقول عند كلامه عن مذاهب إقليم الجبال: "أما بالري فالغلبة للحنفيين وهم نجارية إلا رساتيق القصبة فإنهم زعفرانية يقفون في خلق القرآن وسمعت بعض دعاة الصاحب (١) يقول: قد لان لي أهل السواد في كل شيء إلا في خلق القرآن، ورأيت أبا عبد الله بن الزعفراني قد عدل عن مذهب آبائه إلى مذهب النجار وتبرأ منه أهل الرساتيق، وبالري حنابلة كثير لهم جلبة. والعوام قد تابعوا الفقهاء في خلق القرآن" (٢).

ويقول: "يقع بالري عصبيات في خلق القرآن" (٣).

ثالثاً- الشيعة:

لقد استغل اليهود والمجوس وغيرهم محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم في تضليل الناس عن الصراط المستقيم، ولقد تستر بها الكثير من أصحاب الفرق الضالة، والمبادئ الخبيثة ابتداء من السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ اليهودي الذي أثار الفتنة الكبرى قي زمن الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ثم ظهرت الفتن المظلمة بعدها، وأصحاب هذه الفرق المنحرفة هم أخذل الناس لأهل بيت النبي الكريم، وأقل خبثهم تكفير أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول ابن كثير: "وأما طوائف الروافض وجهلهم وقلة عقلهم، ودعاويهم أن الصحابة كفروا إلا سبعة عشر صحابيا، وسموهم فهو من الهذيان بلا دليل إلا مجرد الرأي الفاسد، عن ذهن بارد، وهوى متبع وهو أقل من أن يرد" (٤). ولقد كان بعض هؤلاء في مدينة الري إلا أنهم كانوا مخذولين مقهورين حتى تغلب أحمد بن الحسن المارداني عليها سنة (٢٧٥) هـ (٥) فأظهروا


(١) إسماعيل بن عباد بن العباس أبو القاسم الطالقاني، لقب بالصاحب لصحبته مؤيد الدولة ابن بويه الديلمي، وزير غلب عليه الأدب فكان من نادرة الدهر علما وفضلاً وتدبيرا وكان مشتهرا بمذهب المعتزلة داعية إليه. ت ٣٨٥ هـ. انظر: لسان الميزان ج ١ ص ٤١٣ - ٤١٦، المنتظم ج ٧ ص ١٧٩.
(٢) انظر: أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم ص ٣٩٤ - ٣٩٥.
(٣) انظر: المصدر السابق ص ٣٩٦.
(٤) انظر: الباعث الحثيث ص ١٨٢.
(٥) انظر: معجم البلدان في مادة (الري).