للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال إبراهيم مثل ذلك في منصور ابن المعتمر (١)، وقال منصور مثل ذلك في سفيان الثوري، وقال سفيان مثل ذلك في وكيع بن الجراح (٢)، وقال وكيع مثل ذلك في أحمد بن حنبل، وقال أحمد مثل ذلك في أبي زرعة الرازي، وقال أبو زرعة مثل ذلك في عبد الرحمن بن أبي حاتم" (٣).

[٤ - وفاته]

وبعد هذه الحياة المليئة بالأسفار، وطلب الحديث ونشره وروايته وحض طلاب العلم على التمسك بسنة الرسول الكريم أدركه الأجل على إثر مرض ظل ينتابه مدة ولقد وصفه أبو حاتم بقوله: "مات أبو زرعة مطعونا مبطونا يعرق جبينه في النزع" (٤)، وكان لسانه يردد ذكر الله، ذكر المطمئن المشتاق إلى لقاء ربه


(١) منصور هو (ع) بن المعتمر بن عبد الله أبو عتاب الكوفي. قال عبد الرزاق: حديث سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله فقال: "هذا الشرف على الكرسي". وقال العجلي: "كوفي ثقة ثبت في الحديث كان أثبت أهل الكوفة وكأن حديثه القدح لا يختلف فيه أحد، متعبد رجل صالح أكره على القضاء … " ت ١٣٢ هـ. انظر: تهذبب التهذيب ج ١٠ ص ٣١٢ - ٣١٥.
(٢) وكيع هو (ع) بن الجراح بن مليح الرؤاس أبو سفيان الكرفي الحافظ قال ابن سعد: "كان ثقة مأموناً عالياً رفيع القدر كثير الحديث حجة" ت ٩٦ اهـ. انظر: تهذيب التهذيب ج ١ ص ١٢٣ - ١٣١.
(٣) انظر: الإرشاد ج ٥، حين الكلام عن سفيان الثوري.
(٤) وانظر: مقدمة الجرح والتعديل ص ٣٤٦، والمنتظم ج ٥ ص ٤٨، وهذه صفة موت المؤمن. قال- صلى الله عليه وسلم-: "المؤمن يموت بعرق الجبين" انظر: جامع الترمذي (تحفة الأحوذي) كتاب الجنائز/ باب ٩ ج ٤ ص ٥٧. وقال عنه: هذا حديث حسن، وانظر: المجتبي من سنن النسائي ج ٤ ص ٦ كتاب الجنائز/ باب علامة موت المؤمن، ومجمع الزوائد ج ٢ ص ٣٢٥ وقال عنه رواه الطبراني في الأوسط، وفي الكبير نحوه في حديث طويل ورجاله ثقات رجال الصحيح، ومعنى الحديث كما قال الحافظ العراقي: "اختلف فيه، فقيل: إن عرق الجبين يكون لما يعالج من شدة الموت، وقيل: من الحياء وذلك لأن المؤمن إذا جاءته البشرى مع ما كان قد اقترف من الذنوب حصل له بذلك خجل واستحيى من الله تعالى فعرق لذلك جبينه"، قال العراقي أيضاً: "ويحتمل أن عرق الجبين علامة جعلت لموت المؤمن لأن لم يعقل معناه". انظر: المجتبى ج ٤ ص ٦، وتحفة الأحوذي ج ٤ ص ٥٧.