للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مرة: "علمنا مضبوط بالكتاب والسنة، من لم يحفظ الكتاب ويكتب الحديث ولم يتفقه لا يقتدى به" (١) وقال أيضاً "علمنا هذا مشبك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم" (٢) وقال الجنيد أيضا: "الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا من اقتفى أثر الرسول واتبع سنته ولزم طريقته فإن طريق الخيرات كلها مفتوحة عليه" (٣) وقال خاله وأستاذه سري السقطي "إذا ابتدأ الإنسان ثم كتب الحديث فتر وإذا ابتدأ بكتبه الحديث ثم تنسك نفذ" (٤).

وبعد هذا يتبين لنا أن الذين حذروا من الحارث بسبب قوله ونشره علم الكلام وكذلك حذروا من يعلمون إنهم لا يستطيعون الثبات على مثل سلوكه وطريقته ومجالسته وصحبته لشدة طريقته ولقد كان الحارث رحمه الله بعيداً عن شطحات الأحوال والأقوال. قال السراج: "وبلغني عن أبي حمزة إنه دخل دار الحارث المحاسبي فصاحت الشاة ماع فشهق أبو حمزة شهقة وقال: لبيك يا سيدي فغضب الحارث وعمد إلى سكين وقال إن لم تتب من هذا الذي أنت فيه أذبحك قال أبو حمزة: إذا أنت لم تحسن تسمع هذا الذي أنا فيه فلم تأخذ النخالة بالرماد" (٥).


(١) انظر: تاريخ بغداد ج ٧/ ٢٤٣ حلية الأولياء ج ١٠/ ٢٥٥؛ طبقات الشافعية ج ٢/ ٢٧٣.
(٢) انظر: تاريخ بغداد ج ٧/ ٢٤٣.
(٣) انظر: حلية الأولياء ج ١٠/ ٢٥٧.
(٤) انظر: حلية الأولياء ج ١٠/ ١٤٥.
(٥) انظر: "اللمع" لأبي نصر السراج الطوسي ٤٩٥، وتلبيس إبليس لابن الجوزي ١٦٤.