للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا يدل على مكانة أبي زرعة عند الأئمة، وله الفضل في خلو صحيح مسلم من الأحاديث المنتقدة والمعللة، ويدل وبوضوح لا لبس فيه، إقرار أبي زرعة في صحة منهج الإمام مسلم في صحيحه ورضاه عنه.

قول أبي زرعة في سنن ابن ماجة:

ابن ماجة: هو الإمام أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة الربعي القزويني الحافظ. ولد سنة (٢٠٩) هـ. وصفه أبو يعلى الخليلي بقوله: ابن ماجة ثقة كبير متفق عليه، محتج به، له معرفة وحفظ، وله مصنفات في السنن والتفسير والتاريخ، وكان عارفا بهذا الشأن، ارتحل إلى العراقين- البصرة والكوفة- ومكة والشام ومصر (١).

وقال عنه الحافظ ابن كثير: "صاحب كتاب السنن المشهورة وهي دالة على عمله وعلمه، وتبحره واطلاعه، واتباعه للسنة في الأصول والفروع" (٢).

وكانت وفاته لثمان بقين من رمضان سنة (٢٧٣) هـ (٣).

منزلة سنن ابن ماجة بين كتب السنة:

قال الحافظ السلفي: اتفق على صحتها- أي الكتب الخمسة (٤) - علماء الشرق والغرب، ولم يضموا إليها، سنن ابن ماجة لتأخر مرتبتها عنها. وأول من جعلها سادس الكتب الستة الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر بن علي بن أحمد القيسراني المقدس المتوفى سنة (٥٠٧) هـ في كتابه (أطراف الكتب الستة) ورسالته (شروط الأئمة الستة) (٥).


(١) انظر: تذكرة الحفاظ ج ٢ ص ٦٣٦، وتهذب التهذيب ج ٩ ص ٥٣١، والمنتخب من الإرشاد في علماء قزوين.
(٢) انظر: البداية والنهاية لابن كثيرج ١١ ص ٥٢.
(٣) انظر: المصادر السابقة.
(٤) أي صحيح البخاري وصحيح مسلم وسنن أبي داود والنسائي وجامع الترمذي. والمراد بالصحة صحة أصولها. انظر: التقييد والإيضاح ص ٦٢.
(٥) انظر: البحر الذي زخر في شرح ألفية الأثر ورقة (٦٥ - أ-) حيث نسب ابن عساكر الدمشقي لأبي الفضل إضافته للكتب الستة.