للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولو وقف الأستاذ فؤاد عبد الباقي على نسخة متقنة مروية بالسند الصحيح (١) عن الإمام ابن ماجة لكان عمله أكمل في خدمة هذا المصدر السادس للسنة النبوية، ويزيل هذا الاختلاف الواقع في عدد الكتب وكذا الأبواب والأحاديث.

قول أبي زرعة في سنن ابن ماجة:

قال ابن ماجة: "عرضت هذه السنن على أبي زرعة فنظر فيها وقال: أظن أن وقع هذا في أيدي الناس تعطلت هذه الجوامع أو أكثرها ثم قال: لعل لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثا مما في إسناده ضعف" (٢).

وعقب الحافظ الذهبي على هذا القول في سير أعلام النبلاء بقوله: "وقول أبي زرعة لعل لا يكون فيه تمام ثلاثين حديثاً مما في سنده ضعف أو نحو ذلك إن صح، كأنما عنى بثلاثين حديثا، الأحاديث المطرحة الساقطة، وأما الأحاديث التي لا تقوم بها حجة فكثيرة لعلها نحو الألف … " (٣).

ونقل ابن الوزير في (تنقيح الأنظار) كلام الذهبي هذا وعقب عليه بقوله: "إنما أراد الذهبي تقليل الأحاديث الباطلة، وأما الأحاديث الضعيفة في عرف أهل الحديث ففيه قدر ألف حديث- منها- كما ذكر في النبلاء في ترجمة ابن ماجة- وقدَّر الباطلة بعشرين حديثاً" (٤).


(١) ولعل أصح النسخ المروية عن ابن ماجة هي النسخة التي تداولتها أيدي الحفاظ المتقنين من المقادسة وغيرهم طبقة بعد طبقة والمحفوظة بالخزانة التيمورية (رقم ٥٢٢) بدار الكتب المصرية.
(٢) انظر: تذكرة الحفاظ ج ٢ ص ٦٣٦. وفي معجم البلدان لياقوت الحموي في مادة (قزوين) "عرضت هذه النسخة وزاد في الخبر بعد قوله في إسناده (أو قال عشرين أو نحو هذا من الكلام).
(٣) انظر: سير أعلام النبلاء النسخة المصورة المحفوظة في معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية.
(٤) انظر: توضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار للأمير الصنعاني ج ١ ص ٢٢٣.