للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"طبقاته" لهُ حلقةً علميَّةً في بَغْدادَ كانَ يُقْرَأُ عليهِ فيها الحديثُ، وذَكَرَ أنَّهُ حَضَرَ هذهِ الحلقةَ في طفولتِهِ.

وأبوهُ هوَ الشَّيخُ، الإمامُ، المقرئُ، المحدِّثُ، شهابُ الدِّينِ، أبو العَبَّاسٍ، كانَ لهُ رحلةٌ وسماعٌ ومشاركةٌ في الإقراءِ والتَّدريسِ بدِمَشْقَ.

وليسَ مِن المستغربِ بعدَ هذا أنْ نَرى ابنَ رَجَبٍ الأبَ يَنْتَقِلُ معَ ولدِهِ إلى دِمَشْقَ سنةَ ٧٤٤ هـ، ويَعْتَني بإشراكِهِ معَهُ في حضورِ مجالسِ العلم فيها وتحصيلِ الإجازاتِ العلميَّةِ لهُ مِن كبارِ شيوخِها، ممَّا سَيَكونُ لهُ أبلغُ الأثرِ في حثِّ الفتى اليافعِ على المثابرةِ والجدِّ في التَّحصيلِ والسَّماعِ.

• ثالثًا: طلبُهُ للعلمِ وتحصيلُهُ

تابَعَ الحافظُ ابنُ رَجَبٍ الطَريقَ الذي اخْتَطَّهُ لهُ والدُهُ بصحبتِهِ وبدونِهِ، فارْتَحَلَ وطَوَّفَ الشَّامَ والعراقَ ومصرَ والحجازَ وسَمعَ وحَصَّلَ حتَّى كَثُرَتْ أشياخُهُ وخَرَّجَ لنفسِهِ مشيخةً لطيفةً.

فأجازَ لهُ: عبدُ المُؤْمِنِ بنُ عَبْدِ الحَقِّ بن عَبْدِ اللهِ البَغْدادِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت ٧٣٩ هـ)، والقاسِمُ بنُ مُحَمَّدٍ البِرْزالِيُّ (ت ٧٣٩ هـ)، وزَيْنَبُ بنتُ أحْمَدَ بن عَبْدِ الرَّحيمِ المَقْدِسِيَّةُ (ت ٧٤٠ هـ)، وعَبْدُ الرَّحيمِ بنُ عَبْدِ اللهِ الزُرَيْراتِيُّ (ت ٧٤١ هـ)، ومُحَمَّدُ بنُ أحْمَدَ بن حَسَّانَ التَّلِّيُّ (ت ٧٤١ هـ)، وعَلِيُّ بنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بن أحْمَدَ البَغْدادِيُّ الحَنْبَلِيُّ (ت ٧٤٢ هـ)، ومُحَمَّدُ بنُ أبي بَكْرِ بن إبْراهيمَ بن عَبْدِ الرَّحْمنِ بن النَّقيبِ (ت ٧٤٥ هـ)، والنَّوَوِيُّ (١) … وغيرُهُم.

وسَمعَ بدِمَشْقَ مِن: عَلِيِّ بن زَيْنِ الدِّينِ المنجا (ت ٧٥٠ هـ)، ويوسُفَ بن عَبْدِ الرَّحْمنِ بن نَجْمٍ الحَنْبَلِيِّ (ت ٧٥١ هـ)، ويوسُفَ بن يَحْيى بن النَّاصِحِ الشِّيرازِيِّ الدِّمَشْقِي (ت ٧٥١ هـ)، وابنِ قَيِّمِ الجَوْزِيَّةَ (ت ٧٥١ هـ)، وأحْمَدَ بن عَبْدِ الهادي بن


(١) ذكر ابن مفلح في "المقصد الأرشد" وابن العماد في "الشذرات" أنّ النووي من شيوخ ابن رجب بالإجازة، والنووي عند الإطلاق هو أبو زكريّا يحيى بن شرف (ت ٦٧٦ هـ)، ولم يلحقه ابن رجب ولا أبوه، فإمّا أنّ المراد بالنووي نووي آخر غير أبي زكريّا، أو أنّه تحريف صوابه النويري. والله أعلم.

<<  <   >  >>