للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَأصْبَحَ الغافِلُ المِسْكينُ مُنْكَسِرًا … مِثْلي فَيا وَيْحَهُ يا عُظْمَ ما حُرِما

مَن فاتَهُ الزَّرْعُ في وَقْتِ البِذارِ فَما … تَراهُ يَحْصُدُ إلَّا الهَمَّ وَالنَّدَما

طُوبَى لِمَن كانَتِ التَّقْوى بِضاعَتَهُ … في شَهْرِهِ وَبِحَبْلِ اللهِ مُعْتَصِما

[المجلس الرابع: في ذكر العشر الأواخر من رمضان]

في الصَّحيحينِ (١): عن عائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عنها -؛ قالَتْ: كانَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إذا دَخَلَ العشرُ؛ شَدَّ مئزرَهُ وأحْيا ليلَهُ وأيْقَظَ أهلَهُ. هذا لفظُ البُخارِيِّ. ولفظُ مسلمٍ: أحيا الليلَ وأيْقَظَ أهلَهُ وجَدَّ وشَدَّ المئزرَ.

وفي روايةٍ لمسلمٍ (٢) عنها؛ قالَتْ: كانَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَجْتَهِدُ في العشرِ الأواخرِ ما لا يَجْتَهِدُ في غيرِهِ.

كانَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يَخُصُّ العشرَ الأواخرَ مِن رمضانَ بأعمالٍ لا يَعْمَلُها في بقيَّةِ الشَّهرِ.

• فمنها: إحياءُ الليلِ

فيُحْتَمَلُ أن المرادَ إحياءُ الليلِ كلِّهِ.

وقد رُوِيَ من حديثِ عائِشَةَ - رَضِيَ اللهُ عنها - مِن وجهٍ فيهِ ضعفٌ بلفظِ: "وأحيا الليلَ كلَّهُ" (٣).


= الخدمة أداء مصلحة للمخدوم، سواء أكان أعلى رتبة من الذي يخدمه أو أدنى منه، والله تعالى غنيّ عن العباد وأعمالهم. وأمّا من حيث الشرع؛ فلا أصل لـ "الخدمة" في كتاب ولا سنّة ولا قول السلف الصالح، فكان الأولى نبذها والالتزام بالمصطلحات الشرعيّة، ولا سيّما أنّها قاصرة عن إفادة معانيها. وقد تسرّبت هذه اللفظة إلى الصوفيّة من طريق أهل الكتاب أو الثقافات الوثنيّة الأُخرى، فالنصارى يكثرون ذكر "التفرّغ لخدمة الربّ"، وكان عند المجوس والهندوس سدنة (أي: خدّام) للمعابد والنار … والخدمة عند الصوفيّة أعظم من مجرّد العبوديّة! فعل الذين قال الله فيهم: {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}!
(١) البخاري (٣٢ - ليلة القدر، ٥ - العمل في العشر الأواخر، ٤/ ٢٦٩/ ٢٠٢٤)، ومسلم (١٤ - الاعتكاف، ٣ - الاجتهاد في العشر الأواخر، ٢/ ٨٣٢/ ١١٧٤).
(٢) (الموضع السابق، ١١٧٥).
(٣) (منكر). لم أقف عليه بعد طول بحث، ولا ذكره العسقلاني عند شرحه للحديث مع استقصائه في تفاصيل الروايات، فحسبي فيه تضعيف المصنّف، ثمّ هو مخالف لرواية مسلم الآتية، وهذا حدّ النكارة.

<<  <   >  >>