اخْتَلَفَ أهلُ العلمِ مِن المؤرِّخينَ والمؤلِّفينَ في المصنَّفاتِ في تسميةِ هذا الكتابِ: فمنهُم مَنِ اقْتَصَرَ على "اللطائف" أو "لطائف المعارف"، ومنهُم مَن ألْحَقَ بهِ "في وظائف الأيَّام" أو "في مواسم العبادات" أو "في الوعظ" للدِّلالةِ على موضوعِهِ.
وقد صَرَّحَ الحافظُ ابنُ رَجَبٍ في مقدِّمةِ كتابِهِ بالاسمِ الذي اخْتارَهُ لكتابِهِ فقالَ:"وسَمَّيْتُهُ لطائفَ المعارفِ فيما لمواسمِ العامِ مِن الوظائف"، فقَطَعَ بهذا البابَ على الظُّنونِ والتَّخرُّصاتِ.
• ثالثًا: حول مقاصد ابن رجب من الكتاب
أوْضَحَ الحافظُ ابنُ رَجَبٍ يَرْحَمُهُ اللهُ مقصدَهُ مِن تصنيفِ "اللطائف" في مقدِّمةِ الكتابِ، فقالَ (ص ٤٤): "وقدِ اسْتَخَرْتُ الله تَعالى في أنْ أجْمَعَ في هذا الكتابِ وظائفَ شهورِ العامِ وما يَخْتَصُّ بالشُّهورِ ومواسمِها مِن الطَّاعاتِ … لِيَكونَ ذلكَ عونًا لنفسي ولإخواني على التَّزوُّدِ للمعاد والتَّأهُّبِ للموتِ قبلَ قدومِهِ والاستعداد … ويَكونَ أيضًا صالحًا لمَن يُريدُ الانتصابَ للمواعظِ مِن المذكِّرين".
وعلى هذا؛ فقد تَوَجَّهَ الحافظُ ابنُ رَجَب يَرْحَمُهُ اللهُ في كتابِهِ هذا إلى طائفتينِ مِن الخلقِ: أولاهُما: عمومُ مَن يُريدُ الآخرةَ ويَسْعى للتَّأهُّبِ لها مِن المسلمينَ. والثَّانيةُ: مَنِ انْتَصَبَ للخطابةِ في العوامِّ ووعظِهِم وإرشادِهِم.
• رابعًا: مع ابن رجب على صفحات الكتاب
مَهَّدَ الحافظُ ابنُ رَجَبٍ للكتابِ بخطبةٍ مناسبةٍ لموضوعِهِ دَلَفَ منها إلى آيتي يونُسَ والإسراءِ في خلقِ الليلِ والنَّهارِ والشَّمس والقمرِ فشَرَحَهُما وقَرَّرَ مِن خلالِ ذلكَ فكرةَ مواسمِ العباداتِ وفضلِ بعضِ الأيَّامِ والشُّهورِ ولزومِ استغلالِ المواسمِ الفاضلةِ إلى أنْ قالَ: "وقدِ اسْتَخَرْتُ الله تَعالى في أنْ أجْمَعَ في هذا الكتابِ وظائفَ شهورِ العامِ وما يَخْتَصُّ بالشُّهورِ ومواسمِها مِن الطَّاعاتِ … وقد جَعَلْتُ هذهِ الوظائفَ المتعلِّقةَ بالشُّهورِ مجالسَ مجالسَ مرتبةً على شهورِ السَّنةِ الهلاليَّةِ، فأبْدَأُ بالمحرَّمِ وأخْتِمُ بذي الحجَّةِ، وأذْكُرُ في كلِّ شهرٍ ما فيهِ مِن هذهِ الوظائفِ، وما لم يَكُنْ لهُ وظيفةٌ خاصَّةٌ لم