" لطائف المعارف" واحدٌ مِن مصنَّفاتِ الحافظِ ابن رَجَبٍ رَحِمَهُ اللهُ بلا ريبٍ:
١) فقدِ اتَّفَقَ أهلُ العلمِ، سواء منهُم مَن تَرْجَمَ للمصنَّفاتِ أو لمصنِّفيها، على نسبةِ كتابِ "لطائف المعارف" لابنِ رَجَبٍ الحَنْبَلِيِّ، ولم يُحْفَظْ عن أحدِهِم خلافًا في هذهِ النِّسبةِ ولا تحفُّظًا في شأْنِها.
٢) وكذلكَ اتَّفَقَتْ مخطوطاتُ "اللطائف" المختلفةُ على نسبةِ الكتابِ لابنِ رَجَبٍ على صفحاتِ العناوينِ، ولم يُحْفَظْ خلافٌ في هذا ولا تحفُّظٌ.
٣) ولن يَخْفى على مَن تَصَفَّحَ هذا الكتابَ أن مصنِّفَهُ واحدٌ مِن أئمَّةِ الحنابلةِ، فهذا ظاهرٌ جدًّا في غيرِ موضعٍ مِن الكتابِ.
٤) ولو أن واحدًا مِن طلَّابِ العلمِ وَضَعَ كتابيِ "اللطائف" و"جامع العلوم والحكم" أمامَهُ ثمَّ راحَ يُقَلِّبُ صفحاتِهِما ويَنْظُرُ في منهجِ تصنيفِهِما وطريقهِ إيرادِ النُّصوصِ الحديثيَّةِ فيهِما وشرحِها وطبيعةِ الشَّواهدِ الشِّعريَّةِ؛ لَما تَرَدَّدَ في نسبةِ الكتابينِ إلى مصنِّفٍ واحدٍ، وذلكَ لعظمِ التَّشابهِ وكثرةِ القواسمِ المشتركةِ بينَهُما.
٥) ويَسْتَشْهِدُ ابنُ رَجَبٍ في المجلسِ الثَّاني من المحرَّمِ بأبياتٍ مِن قصيدةِ ابن القَيِّمِ "فَحَيَّ على جنَّاتِ عدنٍ" كما اسْتَشْهَدَ بالأبياتِ نفسِها في "جامع العلوم والحكم" مصرِّحًا في الأخيرِ بنسبتِها لأحدِ أشياخِهِ، وهوَ ابنُ القَيِّمِ، رحمةُ اللهِ عليهِما.
وعلى هذا؛ فقد اجْتَمَعَتْ أدلَّةُ البحثِ التَّحليليِّ الدَّاخليِّ وأدلَّةُ البحثِ التَاريخيِّ الخارجيِّ على صحَّةِ نسبةِ "لطائف المعارف" للحافظِ ابن رَجَبٍ بما يُغني عن مزيدٍ مِن التَّفصيلِ فيهِ.