٤) في حواشي النُّسخةِ تصويباتٌ لما وَقَعَ في المتنِ مِن الأخطاءِ واستدراكاتٌ للسَّقطِ، لكنَّ غالبَ هذهِ الحواشي مستفادٌ مِن النُّسخةِ الأُمِّ أو نسخٍ أُخرى للكتابِ، فإنْ شَكَّ النَّاسخُ في لفظةٍ ما؛ أشارَ في الحاشيةِ إلى ما يَراهُ صوابًا بقولِهِ:"لَعَلَّها كذا"، ممَّا يَشْهَدُ لأمانتِهِ في التَّحمُّلِ والأداءِ. نعم؛ قد تَجِدُ في الحاشيةِ بينَ فينةٍ وأُخرى تعليقًا للنَّاسخِ أو المقابلِ، لكنَّهُ واضحٌ مفصولٌ عن المتنِ بصورةٍ لا لبسَ فيها.
٥) وقد جاءَ اسمُ النَّاسخِ ومكانُ النَّسخِ وتاريخُهُ صريحًا في قولِهِ آخرَ المخطوطِ:"آخرُها، أحْسَنَ اللهُ خاتمتَها، وكانَ الفراغُ منها على يدِ أفقرِ عبادِ اللهِ وأحوجِهِم إلى رحمتِهِ النَّادمِ على ما كانَ مِن كسبِهِ إلْياسَ بن خَضرِ بن مُحَمَّدٍ الدَّاعي لمالكِهِ وكاتبِهِ بطولِ البقاءِ وعلوِّ الدَّرجاتِ والارتقاءِ، وهوَ الشَّيخُ الإمامُ علاءُ الدِّينِ عليُّ بنُ سُلَيْمانَ المِرْداوِيُّ أمْتَعَ اللهُ بطولِ بقائِهِ وأعادَ علينا وعلى المسلمينَ مِن بركاتِهِ غَفَرَ اللهُ لهُ ولوالديهِ ولكاتبِ هذهِ الأسطرِ ولجميعِ المسلمينَ والحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وذلكَ في اليومِ الثَّاني والعشرينَ مِن شهرِ اللهِ المحرَّمِ مِن شهورِ سنةِ خمسينَ وثمانِ مئةٍ بالمدرسةِ الموسومةِ بالشَّيخِ أبي عمر … " إلخ.
٦) والاستدراكاتُ الكثيرةُ في حواشي المخطوطِ ناطقةٌ بأنَّهُ قوبِلَ على أكثرَ مِن نسخةٍ خطِّيَّةٍ، بل جاءَ هذا صريحًا في قولِهِ: "بلغ مقابلةً حَسنةً صحيحةً على نسختينِ، وذلكَ برباطِ العبَّاسِ عمِّ نبيِّنا مُحَمَّد - صلى الله عليه وسلم - ورَضِيَ عنهُ، وذلك بمَكَّةَ المشرَّفةِ، على يدِ كاتبِها، إلَّا الصَّفحةَ الأخيرةَ؛ فإنَّ كاتبَها المسمَّى فيها، قالَ ذلكَ وكَتَبَ عَلِيُّ بنُ سُلَيْمانَ