٥) وجاءَ في آخرِها:"تَمَّ الكتابُ بحمدِ اللهِ تَعالى وعونِهِ، وكانَ الفراغُ مِن نسخِهِ يومَ الخميس المباركِ تاسعَ عشرَ ذي القعدةِ مِن سنةِ اثنتينِ وستِّينَ وثمانِ مئةٍ"، ثمَّ جاءتْ بعدَ ذَلكَ إضافاتٌ بغيرِ خطِّ النَّاسخِ لمادَّةٍ لا علاقةَ لها بالكتابِ.
* رابعًا: الأصلُ المطبوعُ (ط)
١) طبعةٌ جيِّدةٌ مِن إصدارِ دارِ ابن كثيرٍ بتحقيقِ ياسين مُحَمَّد السَّوَّاس في ٦٨٠ ص.
٢) بَذَلَ المحقِّقُ جَزاهُ اللهُ خيرًا جهدًا كبيرًا في خدمةِ متنِ الكتابِ، فقابَلَ واحدةً مِن أفضلِ طبعاتِهِ على أربعِ نسخٍ خطِّيَّةٍ، ولكنَّهُ للأسفِ جَعَلَ المطبوعَ أصلًا بَنى عليهِ عملَهُ، ولو عَكَسَ لَكانَ خيرًا للكتابِ، ولا سيَّما أن بعضَ نسخِهِ نفيسٌ يَصلُحُ أنْ يُعْتَمَدَ أصلًا وحدَهُ! ثمَّ وَثَّقَ عملَهُ بإثباتِ فروقِ النَّسخِ في الحواشي، ولكنَّهُ بالَغَ في ذلك إلى حدٍّ بعيدٍ فأوْرَثَ الكتابَ سيلًا من حواشي فروقٍ لا ضرورةَ لها! وكذلكَ أوْدَعَ كل زيادةٍ وَقَفَ عليها في نسخةِ ما في المتنِ، فأوْرَثَ المتنَ ركَّةً أحيانًا وضَمَّ إليهِ جملةً غيرَ قليلةٍ مِن زياداتِ النُّسَّاخِ وتعليقاتِهِم!
٣) ضَبَطَ متنَ "اللطائف" بعلاماتِ التَّرقيمِ ضبطًا ممتازًا نادرَ الخطأ. ولكنَّهُ قَصَّرَ في علاماتِ الوقفِ وتقسيم الفقراتِ، فجاءَ توزيعُهُ للفقراتِ في غيرِ محلِّهِ أحيانًا، وزادَ النَّاشرُ فدَقَّ الكتابَ دقًّا توخِّيًا للاختصارِ، فجاءَ المتنُ مضغوطًا كمخطوطاتِ الأقدمينَ، وزادَ ضغطُ الحواشي على كثرتِها الطِّينَ بِلَّةً، فلا تكادُ تَصِلُ إلى حاجتِكَ منها إلَّا بعدَ جهدٍ عسيرٍ. وهذهِ قضيَّةٌ شائكةٌ، النَّاسُ فيها بينَ مفرطٍ ومفرِّطٍ، والقارئ المعاصرُ أحوجُ شيءٍ إلى التَّوسُّطِ بينَ هذا وذاكَ، فالمتنُ الأنيقُ حسنُ التَرتيبِ يَجْعَلُهُ يُقْبِلُ على قراءةِ الكتابِ منشرحَ الصَّدرِ، والحاشيةُ البيِّنةُ السَّهلةُ المنالِ تُقَرِّبُهُ إلى غايتِهِ وتُيَسِّرُ له أعظمَ المنفعةِ دونَ أنْ يُصْبِحَ صدرُهُ ضيِّقًا حرجًا كأنَّه يَصَّعَّدُ في السَّماءِ.
٤) ثمَ عُنِي عنايةً طيِّبةً بتخريجِ النُّصوصِ القرآنيّةِ وضبطِها ضبطًا كاملًا. ولكنَّه قَصَّرَ في العنايةِ بالنُّصوصِ الحديثيَّةِ: فتَوَسَّعَ في تخريجِ حديثِ الصَّحيحينِ أو أحدِهِما معَ أنَّهُ محلُّ اختصارٍ! واقْتَصَرَ في تخريجِ غيرِهِ على العزوِ لـ "مسند أحمد" أو "السُّنن" أو