للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[مجلس في ذكر التوبة والحث عليها قبل الموت وختم العمر بها]

فإنَّ التَّوبةَ وظيفةُ العمرِ. وهيَ خاتمةُ مجالسِ الكتابِ.

خَرَّجَ الإمامُ أحْمَدُ والتِّرْمِذِيُّ وابنُ حِبَّانَ في "صحيحه" مِن حديثِ: ابن عُمَرَ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -؛ قالَ: "إنَّ الله عَزَّ وجَلَّ يَقْبَلُ توبةَ العبدِ ما لمْ يُغَرْغِرْ" (١). قالَ التِّرْمِذِيُّ: حديثٌ حسنٌ.

• دَلَّ هذا الحديثُ على قبولِ اللهِ توبةَ عبدِهِ ما دامَتْ روحُهُ في جسدِهِ لمْ تَبْلُغِ


(١) (حسن صحيح). رواه: ابن الجعد (٣٥٢٩)، وأحمد (٢/ ١٣٢ و ١٥٣)، وعبد بن حميد (٨٤٧)، وابن ماجه (٣٧ - الزهد، ٣٠ - التوبة، ٢/ ١٤٢٠/ ٤٢٥٣)، والترمذي (٤٩ - الدعو ات، ٩٩ - التوبة والاستغفار، ٥/ ٥٤٧/ ٣٥٣٧)، وأبو يعلى (٥٦٠٩ و ٥٧١٧)، وابن حبّان (٦٢٨)، والطبراني في "الشاميّين" (١٩٤)، وابن عدي (٤/ ١٥٩٢)، والحاكم (٤/ ٢٥٧)، وأبو نعيم في "الحلية" (٥/ ١٩٠)، والبيهقي في "الشعب" (٧٠٦٣ و ٧٠٦٤)، والبغوي في "السنّة" (١٣٠٦)، والذهبي في "النبلاء" (٥/ ١٦٠)؛ من طريق ابن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول، عن جبير بن نفير، عن ابن عمر … رفعه. قال البوصيري: "إسناد ضعيف لتدليس الوليد ومكحول". قلت: الوليد توبع، ورواية مكحول عن التابعي يستبعد فيها التدليس، وإنّما كان يرسل عن الصحابة. ولذلك قال الترمذي: "حسن غريب"، وأقرّه المنذري والنووي وابن كثير ابن رجب والعجلوني والألباني. وصحّحه ابن حبّان والحاكم والذهبي. وقال الذهبيّ في "النبلاء": "حديث عال صالح الإسناد". قلت: إنّما اكتفوا بتحسينه لحال ابن ثوبان فحديثه لا يرقى إلى الصحّة.
وله شاهد من حديث عبد الرحمن بن البيلماني عن رجل من الصحابة سيأتي الكلام فيه (ص ٧٣١).
وشاهد عند: القضاعي (١٠٨٥)، والخطيب (٨/ ٣١٧)؛ من وجهين، عن عبادة … رفعه.
وشاهد عند: أبي الشيخ في "الطبقات" (٣/ ١٢٤)، وابن مردويه (النساء ١٧ - ابن كثير)؛ من طريق لا بأس بها، عن أبي هريرة … رفعه.
وشاهد عند: ابن أبي شيبة (٣٥٠٦٧)، والطبري (٨٨٥٧)؛ من طريق قويّة، عن الحسن … مرسلًا.
وشاهد عند ابن جرير (٨٨٥٨) من طريق قويّة، عن أيّوب بن بشير … مرسلًا.
فالحديث صحيح بهذه الشواهد بلا ريب، وإلى تقويته مال أكثر أهل العلم كما تقدّم.

<<  <   >  >>