للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن عَبْدِ المَلِكِ بن عُمَيْرٍ؛ قالَ: بَلَغَني أن أهلَ النَّارِ سَألوا خازِنَها أنْ يُخْرِجَهُم إلى جنباتِها، فأُخرِجوا، فقَتَلَهُمُ البردُ والزَّمهريرُ، حتَّى رَجَعوا إليها فدَخَلوها ممَّا وَجَدوا مِن البردِ.

وقد قالَ اللهُ تَعالى: {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا. إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا} [النبأ: ٢٤ - ٢٥]. وقالَ تَعالى: {هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ} [ص: ٥٧]. قالَ ابنُ عَبَّاسٍ: الغَسَّاقُ: الزَّمهريرُ الباردُ الذي يُحْرِقُ مِن بردِهِ. وقالَ مُجاهِدٌ: هوَ الذي لا يَسْتَطيعونَ أنْ يَذوقوهُ مِن بردِهِ. وقيلَ: إنَّ الغسَّاقَ الباردُ المنتنُ.

أجارَنا اللهُ تَعالى مِنها.

يا مَن تُتْلى عليهِ أوصافُ جهنَّم، ويُشاهِدُ نفسَها كلَّ عامٍ حتَّى يُحِسَّ بهِ ويَتَألَّم، وهوَ مصرٌّ على ما يُقْتَضي دخولَها معَ أنَّهُ يَعْلَم، سَتَعْلَمُ إذا جِيءَ بها تُقادُ بسبعينَ ألفِ زمامٍ مَن يَنْدَم، ألكَ صبرٌ على سعيرِها وزمهريرِها؟ قُلْ وتَكَلَّمْ، ما كانَ صلاحُكَ يُرْجى واللهُ أعلم.

كَمْ يَكونُ الشِّتاءُ ثُمَّ المَصيفُ … وَرَبيعُ يَمْضي وَيَأْتي الخَريفُ

وَارْتِحالٌ مِنَ الحَرورِ إلى البَرْ … دِ وَسَيْفُ الرَّدى عَلَيْكَ مُنِيفُ

يا قَليلَ المُقامِ في هذهِ الدُّنْـ … ـــيا إلى كَمْ يَغُرُّكَ التَّسْويفُ (١)

عَجَبًا لامْرِئ يَذِلُّ لِذي الدُّنْـ … ــــيا وَيَكْفيهِ كُلَّ يَوْمٍ رَغيفُ

* * * * *


(١) زاد في ن وط وحاشية خ هنا: "يا طالب الزائل حتّى متى، قلبك بالزائل مشغوف"، وهذه زيادة ناسخ وجدت طريقها إلى المتن، ولا يستقيم مع سائر الأبيات وزنًا؛ فإنّه من الرجز والأبيات من الخفيف.

<<  <   >  >>