"التَّرغيب والتَرهيب" أو "مجمع الزَّوائد"! وأعْرَضَ غالبًا عن رواياتِ الحديثِ المختلفةِ والزِّياداتِ التي أكْثَرَ المصنِّفُ مِن إلحاقِها بمتونها الأصليَّةِ معَ ضعفِ كثيرٍ منها! وأغْفَلَ جملةً غيرَ قليلةٍ مِن النُّصوصِ! وأمَّا الحكمُ على النَّصِّ الحديثيِّ الذي هوَ غايةُ مبتغى القارئ؛ فالتَّقصيرُ فيهِ أوضحُ وأبلغُ!
٥) لم تَنَلِ القضايا الفقهيَّةُ والسُّلوكيَّةُ التي طُرِحَتْ في الكتابِ والمذاهبُ المختلفةُ فيها أدنى تحريرٍ وبيانٍ، معَ أنَّها غايةٌ في الأهمِّيَّةِ بالنِّسبةِ لطالبِ العلمِ المعاصرِ، بخلافِ السَّابقينَ الذينَ كانوا يَتَلَقَّوْنَ الكتبَ في مجالسِ العلمِ ويَعْتَمِدونَ على الأشياخِ في تحريرِ ما يَلْتَبِسُ فيها.
٦) وشهادتي أن المحقِّقَ بَذَلَ جهدًا طيِّبًا في خدمةِ متنِ هذهِ الطَّبعةِ وجهدًا مشكورًا في تخريجِها "حسبَ الطَّاقةِ" كما ذَكَرَ، ممَّا يَدُلُّ على تواضعِهِ ووقوفِهِ عندَ ما يَعْلَمُ وبعدِهِ عن التَّشبُّعِ والادِّعاءِ. فأينَ هذا ممَّن سَطا على جهدِ غيرِهِ في المتنِ والحواشي، ثمَّ بَهْرَجَ مقدِّمةَ كتابِهِ بصورِ مخطوطاتٍ ما رَجَعَ إليها في قليلٍ ولا كثيرٍ، ثمَّ خاضَ في حديثِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - تصحيحًا وتضعيفًا بغيرِ علم ولا تقوى؟! وأينَ طبعتُهُ مِن طبعاتِ تجَّارٍ اسْتَنْزَفوا هذا الكتابَ وغيرَهُ ورَوَّجوا بالغلافِ الفاخرِ والورقِ النَّاصعِ والحبرِ الملوَّنِ لعجائبَ يَنْدى لها الجبينُ ممهورةٍ بتواقيعِ أدعياءِ التَّحقيقِ والتَّخريجِ ولا تحقيقَ ولا تخريجَ؟!
• أمَّا عن هذهِ الطَّبعةِ؛ فرجائي أنَّني أعْذَرْتُ نفسي أمامَ ربِّي وأمامَ القارئ الكريمِ بما بَذَلْتُهُ مِن الجهدِ والوقتِ في إنجازِها على هذهِ الصُّورةِ التي تَراها:
١) فكانَتْ سلامةُ المتنِ ويسرُهُ محطَّ نظري، فالمتنُ غايةُ الكتابِ التي ما وراءَها غايةٌ، والقارئُ إنَّما قَصَدَ أصلًا "لطائف ابن رَجَب" لا الشُّروحَ والتَّعليقاتِ.
وقد نَظَرْتُ في مخطوطاتِ الكتابِ فرَأيْتُ النُّسخةَ الخطِّيَّةَ (خ) كاملةً دقيقةً قُوبِلَتْ على نسختينِ خطِّيَّتينِ فأتَّخَذْتُها أصلًا وعَمِلْتُ جاهدًا لأجْعَلَ متنَ هذهِ الطبعةِ صورةً صادقةً عنها، فأثْبَتُّ ما وَجَدْتُهُ فيها صحيحًا راجحًا أو حسنًا صالحًا ولو كانَ مخالفًا للأصلينِ المساعدينِ (م) و (ن)، وأمَّا ما وَجَدْتُهُ ضعيفًا مرجوحًا - وهوَ قليلٌ - فاسْتَغْنَيْتُ عنهُ بما في الأصلينِ المساعدينِ (م) و (ن) أو الأصلِ المطبوعِ (ط) وأشَرْتُ