قال الهيثمي: "إسناد أحمد حسن". قلت: صرّح بقيّة بالتحديث، وسائر السند بين ثقة وصدوق معروفون برواية أحدهم عن الآخر، فالسند حسن، وقد تقدّمت في هذا المجلس شواهد عدّة تصحّحه. (٢) (ضعيف). قطعة من حديث رضاع النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقد رواه: ابن إسحاق في "السيرة" (ص ٢٦/ نصّ ٣٢). وعنه: ابن هشام (١/ ٢٩٨)، وأبو يعلى (٧١٦٣)، والطبري في "التاريخ" (١/ ٤٥٥)، وابن حبّان (٦٣٣٥)، والطبراني (٢٤/ ٢١٢/ ٥٤٥)، والآجرّي في "الشريعة" (٩٧٧)، وأبو نعيم في "الدلائل" (٩٤)، والبيهقي في "الدلائل" (١/ ١٣٣)، وابن عساكر (٣/ ٨٨ - ٩٢)، والرافعي في (٢/ ٤٤٨)، وابن الأثير (٥/ ٢٥٢)؛ عن ابن إسحاق، ثني جهم بن أبي جهم، عن عبد الله بن جعفر، عن حليمة السعديّة … به. قال الهيثمي (٨/ ٢٢٤): "رواه أبو يعلى والطبراني بنحوه؛ إلّا أنّه قال: حدّثتني حليمة بنت أبي ذؤيب، ورجالهما ثقات". قلت: صرّح ابن إسحاق بالتحديث. وجهم لا بأس بحديثه، لكن جاء في كثير من مصادر الحديث: "حدّثني من سمع عبد الله بن جعفر"، فالظاهر أنّه لم يسمع منه. وأمّا تصريح عبد الله بن جعفر بسماعه من حليمة ففيه نظر، وقد وقع في كثير من مصادر الحديث: "حُدّثت عن حليمة"، وليس بالقادح، فمراسيل الصحابة مقبولة، وإنّما القادح هنا الانقطاع بين جهم وابن جعفر، فالسند ضعيف. قال ابن كثير: "قد روي من طرق أُخر، وهو من الأحاديث المشهورة المتداولة بين أهل السير والمغازي". قلت: أمّا عن حليمة؛ فلم أقف له على طريق أُخرى. وأمّا عن غيرها؛ فبأسانيد الواقدي الساقطة. نعم؛ خروج النور قد صحّ من غير ما وجه، وأمّا غالب تفاصيل الحديث وكلام آمنة بنت وهب؛ فلم أقف له على شاهد يصلح للتقوية، وإنما هي مراسيل مختصرة لعلّ مرجعها إلى هذه الطريق.