للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وابنُ ماجَهْ.

وخَرَّجَهُ الطَّبَرانِيُّ مِن حديثِ عائِشَةَ وزادَ: "وما عَمِلَ الصَّائمُ مِن أعمالِ البرِّ إلَّا كانَ لصاحبِ الطَّعامِ ما دامَ قوَّةُ الطَّعامِ فيهِ" (١).

وخَرَّجَ ابنُ خُزَيْمَةَ في "صحيحه" مِن حديثِ سَلْمانَ مرفوعًا حديثًا في فضلِ شهرِ رمضانَ، وفيهِ: "وهوَ شهرُ المواساةِ، وشهرٌ يُزادُ فيهِ في رزقِ المؤمنِ، مَن فَطَّرَ فيهِ صائمًا؛ كانَ مغفرةً لذنوبِهِ وعتقَ رقبتِهِ مِن النَّارِ وكانَ لهُ مثلُ أجرِهِ مِن غيرِ أنْ يَنْقُصَ مِن أجرِهِ شيءٌ". قالوا: يا رسولَ اللهِ! ليسَ كلُّنا يَجِدُ ما يُفَطِّرُ الصَّائمَ. قالَ: "يُعْطي اللهُ هذا الثَّوابَ لمَن فَطَّرَ صائمًا على مَذْقَةِ لبنٍ أو تمرةٍ أو شربةِ ماءٍ. ومَن أشْبَعَ فيهِ صائمًا؛ سَقاهُ اللهُ مِن حوضي شربةً لا يَظْمَأُ بعدَها حتَّى يَدْخُلَ الجنَّةَ" (٢).

* ومنها: أن شهرَ رمضانَ شهرٌ يَجودُ اللهُ فيهِ على عبادهِ بالرَّحمةِ والمغفرةِ والعتقِ مِن النَّارِ، لا سيَّما في ليلةِ القدرِ، واللهُ تَعالى يَرْحَمُ مِن عبادهِ الرُّحماءَ، كما قالَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّما يَرْحَمُ اللهُ مِن عباده الرُّحماءَ" (٣)، فمَن جادَ على عبادِ اللهِ؛ جادَ اللهُ عليهِ بالعطاءِ والفضلِ، والجزاءُ مِن جنسِ العملِ.

* ومنها: أنَّ الجمعَ بينَ الصِّيامِ والصَّدقةِ مِن موجِباتِ الجنَّةِ، كما في حديثِ


=و"الأوسط" (١٠٥٢ و ٧٦٩٦) و"الصغير" (٨٣٧)، وابن عدي (٦/ ٢٤٤٥)، وأبو نعيم في "الحلية" (٣/ ٣٢٥، ٧/ ٩٨)، والقضاعي في "الشهاب" (٣٨٢)، والبيهقي في "السنن" (٤/ ٢٤٠) و"الشعب" (٣٩٥٢ و ٣٩٥٣ و ٤١٢١ و ٤١٢٢)، والخطيب في "التاريخ" (١/ ٢٤٣)، والبغوي في "السنّة" (١٨١٨ و ١٨١٩)، والأصبهاني في "الترغيب" (١٧٣٥)؛ من طرق كثيرة، عن عطاء، عن زيد بن خالد الجهني … رفعه.
قال الترمذي: "حسن صحيح". وأقرّه البغوي والمنذري، وصحّحه ابن خزيمة وابن حبّان والألباني.
(١) (موضوع). رواه الطبراني في "الأوسط" (٧١٣٢ و ٨٤٣٣) من طريق عيسى بن إبراهيم، عن الحكم بن عبد الله الأيلي، عن الزهريّ، عن ابن المسب، عن عائشة … رفعته.
قال الهيثمي (٣/ ١٦٠): "فيه الحكم بن عبد الله الأيلي وهو متروك". قلت: حسبك فيه قول الإمام أحمد مع اعتداله وورعه في الحكم على الرجال: "أحاديثه كلّها موضوعة"! وعيسى بن إبراهيم هذا هو ابن طهمان متروك هالك أيضًا! فهذه الزيادة ممّا صنعته أيديهما. والله أعلم.
(٢) (ضعيف جدًّا). تقدّم تفصيل القول فيه (ص ٣٥٥).
(٣) رواه: البخاري (٢٩ - الجنائز، ٣٢ - يعذب الميّت ببعض البكاء، ٣/ ١٥١/ ١٢٨٤)، ومسلم (١١ - الجنائز، ٦ - البكاء على الميّت، ٢/ ٦٣٥/ ٩٢٣)؛ من حديث أُسامة بن زيد.

<<  <   >  >>