قال المنذري: "البزّار بإسناد حسن وأبو يعلى بإسناد صحيح". وقال الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٢٥٦): "فيه محمّد بن مروان العقيلي وثّقه ابن معين وابن حبّان وفيه بعض كلام". قلت: توبع من وجهين، فإعلاله به غير متوجّه. وقال الهيثمي مرّة (٤/ ٢٠): "إسناده حسن رجاله ثقات". قلت: أمّا أنّهم ثقات؛ فنعم، وأمّا أنّه حسن؛ فلا؛ فإنّ فيه عنعنة أبي الزبير على كثرة تدليسه عن جابر رضي الله عنه. فهذه علّة هذا الحديث القادحة. وهاهنا علّة أُخرى أشار إليها ابن رجب (ص ٥٩١) بقوله: "وروي مرسلًا وقيل إنّه أصحّ". قلت: لم أقف عليه مرسلًا. وقوّاه الألباني بشواهده، وهو كذلك بلا ريب. لكنّ فيه زيادات لم ترد في شواهده: منها ذكر "عدّتهنّ"، ومنها تسوية لياليهنّ بأيّامهنّ، ومنها زيادة "إلّا من عفّر وجهه بالتراب"، ومنها زيادة "وما من يوم أفضل من يوم عرفة". فالشواهد قاصرة عن تقوية هذه الزيادات الأربع. والله أعلم. (٢) أوليس ضعف الحديث مغنيًا عن تكلّف التوجيهات له؟!