للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعجل للمؤمنين من الرحمة في قلوبهم، وغيرها بما (١) يجدونه من حلاوة الإيمان ويذوقونه من طعمه، وانشراح صدورهم للإسلام، إلى غير ذلك من السرور بالإيمان، والعلم (٢) والعمل الصالح، بما لا يمكن وصفه.

وقال سبحانه في تمام خبر المنافقين: {كَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً وَأَكْثَرَ أَمْوَالًا وَأَوْلَادًا} [التوبة: ٦٩] (٣) وهذه الكاف قد قيل: إنها رفع (٤) خبر مبتدأ محذوف، تقديره: أنتم كالذين من قبلكم. وقيل: إنها (٥) نصب بفعل محذوف تقديره: فعلتم كالذين من قبلكم، كما قال النمر بن تولب: (٦) " كاليوم مطلوبا ولا طالبا "

أي: لم أر كاليوم، والتشبيه - على هذين القولين - في أعمال الذين من قبل، وقيل: إن التشبيه في العذاب ثم قيل: العامل محذوف، أي: لعنهم وعذبهم كما لعن (٧) الذين من قبلكم،


(١) في (ب) : مما يجدونه.
(٢) في المطبوعة: والعلم النافع.
(٣) سورة التوبة: من الآية ٦٩.
(٤) الكلام ناقص، ويتم السياق لو قال: إنها في موضع رفع. وفي (ط) : قال: إنها خبر مبتدأ.
(٥) وكذلك هنا لو قال: إنها في موضع نصب؛ لكان أتم للمعنى. وفي (أ) : وقيل: نصب.
(٦) هو: النمر بن تولب بن زهير بن أقيس العكلي، شاعر مخضرم عاش في الجاهلية طويلا، وأدرك الإسلام فأسلم، وفد على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فكتب عنه كتابا لقومه، روى عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم حديثا، وكان رجلا كيسا كريما من ذوي النعمة والوجاهة، ذكره عمر بن الخطاب يوما فترحم عليه، ويعده المؤرخون من المعمرين، توفي في آخر خلافة أبي بكر أو في خلافة عمر.
راجع: أسد الغابة (٥ / ٣٩) ؛ والأعلام للزركلي (٨ / ٤٨) .
(٧) في (ب) : كما لعن الله من قبلكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>