للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأول: من جهة الشبهات.

والثاني: من جهة الشهوات.

ولهذا كان السلف يقولون: احذروا من الناس صنفين: صاحب هوى قد فتنه هواه، وصاحب دنيا أعمته دنياه.

وكانوا يقولون: احذروا فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل، فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون (١) فهذا (٢) يشبه المغضوب عليهم، الذين يعلمون الحق ولا يتبعونه وهذا (٣) يشبه الضالين الذين يعملون بغير علم.

ووصف بعضهم أحمد بن حنبل (٤) فقال: " رحمه الله، عن الدنيا ما كان أصبره، وبالماضين ما كان أشبهه، أتته البدع


(١) جاء ذلك عن سفيان بن عيينة، انظر: شرح السنة للبغوي (١ / ٣١٨) ، وقال: تعوذوا بالله من فتنة. . . إلخ.
(٢) أي العالم الفاجر.
(٣) أي العابد الجاهل.
(٤) هو: الإمام أحمد بن حنبل بن هلال بن أسد الشيباني، أبو عبد الله، ولد سنة (١٦٤ هـ) ببغداد، وطلب العلم وهو صغير، ورحل إلى سائر الأقطار وأخذ عن علمائها حتى اشتهر بالحفظ والإتقان، إلى أن صار إماما من أئمة الحديث والفقه، مع التقى والصلاح والقوة في الحق واتباع السنة، وبلغت شهرته الآفاق خاصة بعدما وقف وقفته المشهورة أمام بدعة القول بخلق القرآن، تلك الوقفة التي قهقرت المعتزلة وسائر الفرق اليوم، والإمام أحمد هو إمام المذهب الحنبلي في الفقه، وله مؤلفات كثيرة في السنة، والتفسير، والتوحيد، وغيرها، أشهرها المسند، وقد توفي رحمه الله سنة (٢٤١ هـ) .
انظر البداية وانهاية لابن كثير (١٠ / ٣٢٥ - ٣٤٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>