للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنفاها (١) والدنيا فأباها " (٢) .

وقد وصف الله أئمة المتقين فقال: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: ٢٤] (٣) فبالصبر تُترك الشهوات وباليقين تُدفع الشبهات.

ومنه قوله: {وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [العصر: ٣] (٤) وقوله: {وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَارِ} [ص: ٤٥] (٥) .

ومنه الحديث المرسل عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب البصر (٦) الناقد عند ورود الشبهات ويحب العقل الكامل عند حلول الشهوات» (٧) .


(١) في (أب) : عكس العبارتين فقال: البدع فأباها، والدنيا فنفاها.
(٢) أخرج ابن الجوزي هذا القول بالسند عن أبي عمير عيسى بن محمد بن النحاس الرملي الفلسطيني، في مناقب الإمام أحمد (١٧٣) ، كما أخرجها عنه أيضا ابن كثير في البداية والنهاية (١٠ / ٣٣٦) ، وكناه: أبو عمر.
(٣) سورة السجدة: الآية ٢٤.
(٤) سورة العصر: الآية ٣.
(٥) سورة ص: من الآية ٤٥.
(٦) في المطبوعة: البصير.
(٧) أشار المؤلف إلى هذا الأثر في الفتاوى (٢٠ / ٥٨) و (٢٨ / ٤٤) ، لكنه لم يذكر سنده، وذكره أيضا في درء تعارض العقل والنقل (٢ / ١٠٥) وفي (٥ / ١٣١) ، وقال: رواه البيهقي مرسلا، كما رواه البيهقي في الزهد (ص ٣٦٢) برقم (٩٥٢) ؛ وأبو نعيم في الحلية (٦ / ١٩٩) بلفظ يقاربه، وقال عنه العراقي في المغني - تخريج الإحياء - (٤ / ٣٨٨) : " وأبو نعيم في الحلية من حديث عمران بن حصين، وفيه حفص بن عمر العدني ضعفه الجمهور " وقال الزبيري في إتحاف السادة المتقين شرح الإحياء ١٠ / ١٠٥ بعد أن نقل كلام العراقي: " قلت: ورواه كذلك البيهقي في الزهد، وأبو مطيع في أماليه، وأبو مسعود بن إبراهيم الأصبهاني في كتاب الأربعين بلفظ (عند مجئ. .) ". اهـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>