للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} [الحج: ٧٧] (١) و (آمنوا) (٢) كما أن جميع الموجودين في وقت النبي صلى الله عليه وسلم وبعده إلى يوم القيامة (٣) مخاطبون بهذا الكلام؛ لأنه كلام الله، وإنما الرسول مبلغ له (٤) .

وهذا مذهب عامة المسلمين - وإن كان بعض من تكلم في أصول الفقه، اعتمد أن الضمير (٥) إنما يتناول الموجودين حين (٦) تبليغ الرسول وأن سائر الموجودين دخلوا: إما بما علمناه بالاضطرار من استواء الحكم، كما لو خاطب النبي صلى الله عليه وسلم واحدا من الأمة، وإما بالسنة، وإما بالاجماع، وإما بالقياس، فيكون: كل من حصل منه هذا الاستمتاع والخوض مخاطبا بقوله: {فَاسْتَمْتَعْتُمْ} [التوبة: ٦٩] و {وَخُضْتُمْ} [التوبة: ٦٩] وهذا أحسن القولين (٧) .


(١) (ارْكَعُوا) وردت في ثلاث آيات: قوله تعالى: (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ) سورة البقرة: الآية ٤٣، وقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ) ، سورة الحج: الآية ٧٧، وقوله تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ) سورة المرسلات: الآية ٤٨، أما كلمتي: (ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا) فلم ترد إلا في سورة الحج: الآية ٧٧، أما (اسْجُدُوا) وحدها فقد وردت في القرآن الكريم ثمان مرات.
(٢) (آمنوا) بصيغة الأمر، وردت في القرآن ثماني عشرة مرة.
(٣) في (أب ط) : سقطت عبارة (إلى يوم القيامة) ، ولعله سهو من النساخ.
(٤) في المطبوعة: مبلغ عن الله.
(٥) في المطبوعة: اعتمد أن ضمير الخطاب.
(٦) في (ب) : عند.
(٧) الإشارة إلى القول بأن قوله تعالى: (فَاسْتَمْتَعْتُمْ) و (وَخُضْتُمْ) خبر عن أمر دائم مستمر مخاطب به من وجد من عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ومن بعده إلى يوم القيامة، وهذا هو الذي وصفه المؤلف بأحسن القولين.
أما القول الثاني فهو القول بأنه خبر عن وقوع ذلك في الماضي، وهو ذم لمن يفعله إلى يوم القيامة، أي دون الدخول في الخطاب مباشرة.
أما القول الثالث، وهو قول بعض الأصوليين فهو وإن كان أقرب مذكور إلا أنه جاء معترضا كما يبدو من سياق الكلام، فتأمله.

<<  <  ج: ص:  >  >>