للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سعد (١) بن أبي وقاص عن أبيه (٢) «أنه أقبل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في طائفة من أصحابه، من العالية (٣) حتى إذا مر بمسجد بني معاوية دخل فركع فيه ركعتين وصلينا معه ودعا ربه طويلا، ثم انصرف إلينا فقال: " سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة: (٤) سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنَة (٥) فأعطانيها وسألت ربي أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها» (٦) .

وروى (٧) أيضا في صحيحه عن ثوبان (٨) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


(١) هو: عامر بن سعد بن أبي وقاص الليثي، تابعي، جليل، ثقة، كثير الحديث، سمع عن بعض الصحابة، وسمع عنه سعيد بن المسيب، ومجاهد، والزهري، وأشعث بن إسحاق، وغيرهم، توفي بالمدينة عام (١٠٤ هـ) .
انظر: الطبقات الكبرى لابن سعد (٥ / ١٦٧) ؛ والجرح والتعديل (٦ / ٣٢١) .
(٢) في (ب) : رضي الله عنه.
(٣) العالية: ما كان من جهة نجد من المدينة.
انظر: معجم البلدان لياقوت (٥ / ٧١) ، حرف العين.
(٤) في المطبوعة: وسألت، وهو خلاف ما في مسلم والنسخ الأخرى.
(٥) السنة: الجدب والقحط الذي يعم.
انظر: القاموس المحيط، فصل السين باب الهاء، (٤ / ٢٨٧، ٢٨٨) .
(٦) الحديث في صحيح مسلم، كتاب الفتن وأشراط الساعة، باب هلاك هذه الأمة بعضهم ببعض، حديث رقم (٢٨٩٠) ، (٤ / ٢٢١٦) .
(٧) أي: مسلم.
(٨) هو مولى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ثوبان بن بجدد، ويقال: ابن جحدر، من اليمن، أصابه سبي في الجاهلية، فاشتراه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وأعتقه وخيره بين قومه والبقاء عنده، فأقام على ولاء الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولم يفارقه أبدا حضرا ولا سفرا، وشهد فتح مصر بعد ذلك، ثم نزل حمص، وابتنى بها دارا، فأقام بها حتى مات، وقيل: إنه مات بمصر، وذلك سنة (٥٤ هـ) رضي الله عنه.
انظر: البداية والنهاية لابن كثير (٥ / ٣١٤) .

<<  <  ج: ص:  >  >>