للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغضب، فقال: " إنما هلك من كان قبلكم من الأمم (١) باختلافهم في الكتاب» (٢) .

فعلل غضبه صلى الله عليه وسلم (٣) بأن الاختلاف في الكتاب سبب (٤) هلاك من كان قبلنا، وذلك يوجب مجانبة طريقهم في هذا عينا، وفي غيره نوعا (٥) .

والاختلاف على ما ذكره الله في القرآن قسمان:

أحدهما: يذم (٦) الطائفتين جميعا، كما في قوله: {وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ - إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} [هود: ١١٨ - ١١٩] (٧) فجعل أهل الرحمة مستثنين من الاختلاف، وكذلك قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ} [البقرة: ١٧٦] (٨) وكذلك قوله: {وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} [آل عمران: ١٩] (٩) وقوله: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ} [آل عمران: ١٠٥] (١٠)


(١) من الأمم: ساقطة من (أط) . ولعله سهو من الناسخين.
(٢) رواه مسلم في كتاب العلم، باب النهي عن اتباع متشابه القرآن، الحديث رقم (٢٦٦٦) ، (٤ / ٢٠٥٣) .
(٣) في (أج د ط) : أسقط (صلى الله عليه وسلم) .
(٤) في المطبوعة: هو كان سبب هلاك من قبلنا.
(٥) يعني: أنه تجب مجانبة طريقهم في الاختلاف في الكتاب نصا وتعيينا، وغيره تجب مجانبتهم فيه لعموم النهي في نصوص أخرى ولاندراج قاعدة القياس في النهي عما لم يرد فيه نص، مع العلم أنه وردت نصوص في عموم النهي، ونصوص خصصت أشياء، وقد فصلها المؤلف من خلال هذا الكتاب كله، بل هي مدار البحث.
(٦) في المطبوعة: أنه يذم.
(٧) سورة هود: من الآيتين ١١٨، ١١٩.
(٨) سورة البقرة: الآية ١٧٦.
(٩) سورة آل عمران: الآية ١٩.
(١٠) سورة آل عمران: الآية ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>