للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعبيدة (١) والذين بارزوهم من قريش وهم: عتبة وشيبة والوليد (٢) .

وأكثر الاختلاف الذي يؤول إلى الأهواء بين الأمة من القسم الأول (٣) وكذلك آل إلى سفك الدماء، واستباحة الأموال، والعداوة والبغضاء؛ لأن (٤) إحدى الطائفتين لا تعترف للأخرى بما معها من الحق ولا تنصفها بل تزيد على ما مع نفسها (٥) من الحق زيادات من الباطل والأخرى كذلك.

وكذلك (٦) جعل الله مصدره (٧) البغي في قوله: {وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} [البقرة: ٢١٣] ؛ (٨) لأن البغي: مجاوزة الحد.

وذكر هذا في غير موضع من القرآن ليكون عبرة لهذه الأمة.


(١) هو الصحابي الجليل: عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أسلم مبكرا في مكة، ثم هاجر إلى المدينة، وكان له منزلة عالية عند رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وعقد له أول لواء للمهاجرين، وشهد بدرا وبارز فيها عتبة من المشركين، فاختلفا ضربتين فتوفي على إثرها رضي الله عنه.
انظر أسد الغابة (٢ / ٣٥٦، ٣٥٧) .
(٢) عتبة وشيبة هما ابنا ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشيان، كان من عتاة المشركين وأشدهم على رسول الله وعلى المؤمنين حربا وإيذاء، فكانا ممن دعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأعيانهم.
أما الوليد فهو ابن عتبة بن ربيعة المذكور، وكان أيضا من عتاة قريش في مكة. انظر: البداية والنهاية (٣ / ٢٧٣) .
(٣) وهو ما يذم فيه كلا الطائفتين المتنازعتين.
(٤) في (ج) : لا أن، وهو خطأ.
(٥) في (ب ج) : أنفسها.
(٦) في (ب) : ولهذا.
(٧) في المطبوعة: مصدر الاختلاف البغي.
(٨) سورة البقرة: من الآية ٢١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>