للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبيه، عن جده قال: «لقد جلست أنا وأخي (١) مجلسا ما أحب أن لي به حمر النعم: أقبلت أنا وأخي، وإذا مشيخة (٢) من صحابة (٣) رسول الله صلى الله عليه وسلم جلوس عند باب من أبوابه، فكرهنا أن نفرق بينهم فجلسنا حجرة (٤) إذ ذكروا آية من القرآن فتماروا (٥) فيها حتى ارتفعت أصواتهم فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا، قد احمر وجهه يرميهم بالتراب، ويقول: " مهلا يا قوم، بهذا أهلكت الأمم من قبلكم: باختلافهم على أنبيائهم وضربهم الكتب بعضها ببعض، إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه بعضا، وإنما (٦) أنزل (٧) يصدق بعضه بعضا، فما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه» (٨) .

وقال أحمد حدثنا أبو معاوية (٩) حدثنا داود بن أبي هند، عن


(١) لم أجد ما يدل على من هو المقصود بأخيه في المصادر التي اطلعت عليها، لكن لعله أخوه محمد بن عمرو بن العاص، وهذا هو الذي يظهر لي؛ لأن المراجع لم تذكر له أخا غير محمد هذا.
انظر: الإصابة (٣ / ٣، ٣٨١) ؛ والفتح الرباني للبنا (١٨ / ٤٠) .
(٢) المشيخة: جمع شيخ، وهم كبار السن والقدر والمنزلة.
(٣) في (ب) والمطبوعة: أصحاب. وفي مسند أحمد كما أثبته.
(٤) أي: ناحية. انظر: القاموس المحيط، فصل الحاء، باب الراء (٢ / ٤) .
(٥) تماروا: تجادلوا.
(٦) قوله: " وإنما أنزل يصدق بعضه بعضا "، سقطت من النسختين: (ج د) ، وهي موجودة في مسند أحمد.
(٧) أنزل: سقطت من (ط) .
(٨) الحديث رواه أحمد في المسند (٢ / ١٨١) ، وله شاهد عنده أيضا، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده (٢ / ١٨٥) مختصرا، وله شواهد أخرى سيذكرها المؤلف هنا.
(٩) هو: محمد بن خازم الضرير، أبو معاوية، مولى لبني سعد، قال فيه أحمد بن حنبل: " أبو معاوية الضرير في غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظها حفظا جيدا "، وقال في تقريب التهذيب: " ثقة، أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد يهم في حديث غيره "، مات سنة (٩٥هـ) .
انظر: الجرح والتعديل (٧ / ٢٤٦، ٢٤٧، ترجمة رقم (١٣٦٠) ؛ وتقريب التهذيب لابن حجر (٢ / ٢٥٧) ، (ت ١٦٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>