للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه " قالوا يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: "فمن؟» (١) .

وما رواه البخاري (٢) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لتأخذن أمتي مأخذ القرون قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع قالوا: فارس والروم؟ قال: " فمن الناس إلا أولئك؟» (٣) .

وهذا كله خرج منه مخرج الخبر عن وقوع ذلك، والذم لمن يفعله، كما كان يخبر عما يفعله الناس بين يدي الساعة من الأشراط والأمور المحرمات.

فعلم أن مشابهتها (٤) اليهود والنصارى، وفارس والروم، مما ذمه الله ورسوله، وهو المطلوب ولا يقال: فإذا كان الكتاب والسنة قد دلا على وقوع (٥) ذلك، فما فائدة النهي عنه؟ لأن الكتاب والسنة أيضا (٦) قد (٧) دلا


(١) مر الكلام حول الحديث ص (٧٩) ، وهو في البخاري حديث رقم (٧٣١٩، ٧٣٢٠) . وفي مسلم رقم (٢٦٦٩) من أكثر من طريق، إلا أنه ليس في روايتي البخاري ومسلم قوله: " حذو القذة بالقذة " إنما جاء في الصحيحين: " شبرا بشبر وذراعا بذراع ".
(٢) هو الإمام: محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي البخاري، أبو عبد الله صاحب أصح كتاب بعد كتاب الله، وهو صحيح البخاري، اتفقت الأمة على إمامته في الحديث، قال ابن حجر في التقريب: " جبل الحفظ، وإمام الدنيا في فقه الحديث "، توفي سنة (٢٥٦هـ) ، وعمره (٦٢) سنة.
انظر: تقريب التهذيب (٢ / ١٤٤) ، (ت ٤٣) .
(٣) انظر: صحيح البخاري، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: " لتتبعن سنن من كان قبلكم "، الحديث رقم (٧٣١٩) من فتح الباري (١٣ / ٢٠٠) .
(٤) في المطبوعة: مشابهة هذه الأمة، وهو بيان لمرجع الضمير.
(٥) في (ب) : فعل ذلك.
(٦) في (ب) : سقطت أيضا.
(٧) في (أد ط) : سقط قد.

<<  <  ج: ص:  >  >>